الرّاعي

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الرّاعي - محمد الزهراوي

الرّاعي
 
يَمْشي شامِخاً..
يدُلُّهُ عَلى
النّبْع نَهْدُها.
اجْتذبَتْهُ مِنْ
أغْوارِ البَعيدِ.
هُوَ نُصْبَ عَيْنَيَّ..
يُشَكِّلُها بِعَصاهُ
ذهَباً وجَواهِرَ.
لَها بِجِرابهِ
الحُبُّ الأوْفَرُ.
وَهِيَ بِذاتِها
تَكشُفُ لهُ في
السّفْحِ عَنْ
ساقيْها الباذِخَتيْنِ
وَعَنْ زوْجٍ
مِن الحجَلِ.
ألا كمْ مَرَّ عَليْهِ
معَها مِنْ زَمانٍ ؟
هُوَ ذا الْمُنْدَهِشُ..
يَتَشمّمُها وَحيداً
وتَسْقيه نَبيذاً.
ثُمّ ذَبَحَها..
غِناءً وَأخَذَني !
كمْ ناديْتُه ياكِتاباً.
يَمْشي وارِفاً كَغَريب
وَشارِداً كَغَيْمَةٍ.
كُلّ أحْلامهِ ترَفٌ
وَكُلُّها علَى
أطْرافِ مَدينَةٍ.
مِن حُزْنهِ ..
أمْتَحُ أشْعاري !
وهُوَ أمْتَعُ
مِنَ الأُنْسِ.
لَهُ الحِسُّ الْمَديدُ..
الذّهَبُ وَالظِّلُّ
وَجَيْشٌ مِنَ الْعُشْبِ.
أُحِبّ مَعهُ الثّرْثرَة..
أُحِبّ شُرْبَ الشّايِ
على أنْغامِ نايٍ..
والقَوافِيَ آناءَ
الليْلِ عَلى طرَفِ
النّهْرِ مَعَها في
كوخِهِ الْقَصِيّ
© 2024 - موقع الشعر