بوركَ الحُسَّاد - حامد حسن معروف

أطعمِ النَّارَ دماً کالفجرِ عاطرْ
وشباباً كالرَّبيع الطَّلقِ ناضرْ
 
وأمهر العلياءَ نفساً حرَّةً
لم تجدْ لولاكَ بينَ القومِ ماهرْ
 
بورك الحُسَّادُ والحقدُ الذي
طاحَ بالقومِ نفوساً وضمائرْ
 
خلقوا في كلِّ نفسٍ ناصراً
تتحدَّى منْ بنيهمْ كلَّ غادرْ
 
إنْ يسِرْ في اللَّيلِ أبناءُ الدُّجى
فقريباً يفضحُ الصُّبحُ المسافرْ
 
جلجلَ النَّاعي، ودوَّى صوتُه
فالتقى في رجعهِ بادٍ، وحاضرْ
 
فاخشعي رُعْباً، وحُزناً، یا ذُرى
شاطيءِ الشَّامِ، وميدي يا منابِرْ
 
وسيبقى في البرايا رجعُهُ
خالداً ما خلَّدَ الحقُّ وناصرْ
 
يا شهیدَ الحقِّ إنَّا أمَّةٌ
عزّتِ الأشباهُ فيها والنَّظائِرْ
 
مُنيتْ بالخُلْفِ حتَّى أصبحتْ
مَثلاً للخُلْفِ في الأنام سائِرْ
 
تعبدُ الماضي، وتنسى غدَها
ضلَّةً، والمرءُ من ماضٍ وحاضرْ
 
سل ْعن النَّدوةِ، والقومِ وخذْ
أوثقَ الأنباءِ عنِّي والمصادِرْ
 
جُزْتُ كالآمال في النَّفسِ، وفي
كلِّ قلبٍ، وتلمَّستُ السَّرائرْ
 
لستُ أدري عالماً، أم أمَّةً
تتبارى؟ أم شعوباً وعناصِر؟
 
قُلْ لهمْ : أوطانُكم تدعوكمُ
فاعملوا، واللهُ والتَّاريخُ ناظِرْ
 
فوقنا الشَّعبُ رقیبٌ عادلٌ
لم يَجُرْ في حكمِه، يقظانُ ساهِر
 
جلَّ إسمُ الشَّعبِ ما أعظمَه
مستكيناً، هادئاً، غضبانَ ، ثائِرْ!!
 
وشبابٌ لم يكنْ في قومِه
وبنعماكَ، ولا باللهِ كافِرْ
 
وشبابٌ أدركوا، ما غدُهمْ
لم تَغُرَّنهمْ هذي المظاهِرْ
 
مِنْ شفاهِ النَّاثرِ انثالَ اللَّظى
راعفاً وأرفضَّ من قيثارِ شاعرْ
 
أنتَ في عيني جمالٌ، وعلی
مسمعي لحنٌ، وفي قلبي خواطِرْ
 
السُّفوحُ الفيحُ لم تمرعْ سنیً
وظلالاً، وعطوراً، وأزاهِرْ
© 2024 - موقع الشعر