ثلاثة

لـ حامد حسن معروف، ، في الغزل والوصف، 9

ثلاثة - حامد حسن معروف

رضيت .. واتّخذا من غرفتي سكنا
صمت الدجى .. وسراجٌ خافتٌ .. وأنا
 
فنمضغ الصمت من جوع ، فيوسعنا
جوعاً ، وندفع من أنفاسنا ثمنا
 
صمت رهيب . عميق ، واسع . عبرت
به خیالات أمسي ، والرؤى سفنا
 
ولحتِ خلف شفيف الغيب ، طالعة
- كما عهدت - ربيعاً مترفاً ، وجنی
 
دلّلت طيفك ، لما لاح لي شفقاً
من مشرق الأمس ، . واستوقفته زمنا
 
روّيته من حنيني ، والجراح – على
فقري - وأشبعت منه ناظريَّ سنا
 
أحنو .. أهدهدهُ ، نجوى ، وعاطفةً
ونعمياتِ شباب حالمٍ ، ومنی
 
غفوت ... -والطيف صهباء العيون- على
دفء نديٍّ .. وحلمٍ راعشٍ .. وغنی
 
أغنيتِ كل أصيل شقرة ، فصبا
إلى كل أصيل أشقرٍ .. وحنا
 
ما للسراج !! یکاد الليل يخنقه
فيرسل النور مكدوداً !! هنا ، وهنا
 
يصارع الليل . يأبى أن يحاك له
ثوباً . ويأبى له إلا الدجی کفنا !!
 
فيرسم الظل أشباحاً ، تدب على
سقفي فرادى ، وتمشي في الجدار ثُنا
 
تعلو ، وتهبط ، ما ناس السراج ، وإن
توازن النور جدَّ الظلُّ ، واتّزنا
 
ياليتني الظلُّ ! .. لا عيناً ولا أذناً
ولا شعوراً ولا روحاً ولا بدنا
© 2024 - موقع الشعر