أعمى

لـ حامد حسن معروف، ، في روايات وقصص، 4

أعمى - حامد حسن معروف

يشرق الصبح ولكن ... لايراه
ماجناه ؟ لست أدري ماجناه
 
كل حسن مستباح ، إنما
حرّم الحسن عليه ناظراه
 
تأكل الجدران كفَّيه ، أما
خضَّبت جدران بيتي راحتاه
 
وإذا ما سار تمشي خمسة
قدماه ، وعصاه ، ويداه
 
يظمأ الشوك ، ويبقی جائعاً
ناتيء الأحجار لولا قدماه
 
ناظر ، لا بعيون ، أنَّما
ناظراه : أذناه ، وعصاه
 
راجل ، ما مرَّ فيه فارس
يتوقاه الورى إلا اتقاه
 
لا تراني مقلتاه ،إنَّما
أبصرتني من بعيد أذناه
 
كلما أبصر صوتي تمتمت
شفتاه !! ما الذي تمتمتاه ؟؟
 
تشهّى قلبه الدنيا ، فإن
ذكروا النور تشهَّت مقلتاه
 
ملء جنبيه رغاب ، كلما
عاودته غمغمتها شفتاه
 
يدرك الأشياء لمساً ویری
كل مافي الكون ... لكن في رؤاه !!
 
ويعاطينا حدیث ناغماً
ساحرة ، هل قبّل الشيطان فاه ؟؟
 
ضعت في الدرب بصيراً ، واهتدى
لم يضع في دربه رغم عماه !
 
يا نزيل الليل ، خذني للسنا
أنت أهدی !! أنت أهدى من أراه !!
 
لم يزل دربك حتى في الدجا
مستقیما ، وهم في النور تاهوا
 
هكذا شاء له خالقه
فلماذا يشتم الأعمى أباه ؟؟
© 2024 - موقع الشعر