تراتيل على شباك أعمى - سلطان العلوي

النص المشارك في مهرجان الشعر العماني الأخير، وهو
تصوير لمشهد حي من أرض الواقع لطفلة عمياء كانت

تنتظر موعدها مع النور ولكن على شباك أعمى ...
تتساقط الدنيا ظلااام بعينها وتفتح نوافذ للصباح

والموعد اللي يموت في شباكها تبكي عليه وتحمله
أزهار "سبع" بغصنها تستجدي كاسٍ منكسر بيد الجراح

وتمرجحت ما بين أسوار الضباب وباب كونٍ تجهله
كانت تغفي الشمس بين أحضانها ويصير للقصة جناح

وتصحى على الواقع وهو ينزع حِلمها من حضنها .. ويقتله
وتهز صرختها الدروب وتمسك بأطراف هالحلم اللي رااح

وينشرخ ثوب الحكاية وتنغرس فيها نصال الأسئلة :
يا عتمتي هذا البياض بوسط عيني كذبةٍ أو هو مزاح

أو هو طريقٍ ينتهي بآخر ضياعي وصار لازم أكمله
وليه عميا عيون صبحي وليه تغزل صدر آمالي رماح

وليه أصافح كل شيء..وألقى وجهي كل شيءٍ يركله
يا دميتي لا تزعلي حاولت أمشط خصلتك والمشط طاح

دورت حولي وما لقيت إلا الضياع يمشط سنيني بوله
بابا.. أشتريت لكل أخواني دفاتر لجل يهدوك النجاح

وأهديت لآذان الألم إن العمى هالمدرسة ما تقبله
بابا شنِطّي تسألك.. هل جبتها تسكن على كتف الرياح

وأقلامي هل تصبحي عصي وتصير صفحتها دروبي الموحله
في الصف الأول شاطر اللي يرتل بتجويد نص الإنشراح

وآنا حفظته من سنه "بابا" لمن نصي أنا بآرتله؟؟!
كم كنت أحلم أزرع الشمس بعيوني وكنت أظن أنه مباح

وصار أكبر حلم ألمح وجه أمي مرةٍ واقبله
لااا يا سفينة هالأماني.. ما بقت فيني موانئ للصباح

ما دام هالشباك أعمى .. بطفي الحلم بعيوني وبحمله
© 2024 - موقع الشعر