أعمى

لـ حامد حسن معروف، ، في غير مصنف، 2

أعمى - حامد حسن معروف

يشرق الصبح ولكن .. لايراه
ماجناه ؟ لست أدري ماجناه
 
كل حسن مستباح ، إنما
حرّم الحسن عليه ناظراه
 
تأكل الجدران كفّيه ، أما
خضّبت جدران بیتي راحتاه
 
و إذا ما سار وإذا خمسة
قدماه ، وعصاه ، و يداه
 
يظمأ الشوك ، ويبقى جائعاً
ناتيء الأحجار لولا قدماه
 
ناظر ، لا بعيون ، إنما
ناظراه : أذناه ، وعصاه
 
راجل ، ما مرّ فيه فارس
يتوقاه الورى إلا اتقاه
 
لاتراني مقلتاه ، إنما
أبصرتني من بعيد أذناه
 
كلما أبصر صوتي تمتمت
شفتاه !! ما الذي تمتمتاه ؟؟
 
يتشهّى قلبه الدنيا ، فإن
ذكروا النور تشهّر مقلتاه
 
ملء جنبيْه رغاب ، كلما
عاودته غمغمتها شفتاه
 
يدرك الأشياء لمساً ، ویری
كل مافي الكون . . . لكن في رؤاه !!
 
ويعاطينا حديثاً ناغماً
ساحراً ، هل قبّل الشيطان فاه ؟؟
 
ضعت في الدرب بصيراً ، واهتدى
لم يضع في دربه رغم عماه !
 
يا نزيل الليل ، خذني للسنا
أنت أهدى !!! أنت أهدى من أراه !!
 
لم يزل دربك حتى في الدجا
مستقيماً ، وهم في النور تاهوا
 
هكذا شاء له خالقه
فلماذا يشتم الأعمى أباه ؟؟
© 2024 - موقع الشعر