بورك فيك يا أم ذكي - أحمد علي سليمان

أم الفتى خيرٌ رؤىً ومُيولا
إذ كمّلتْ معروفها تكميلا

ضمَّت - إلى الحِب - الحبيبة تبتغي
عند الجليل مثوبة وقبولا

لم ترض إلا بالزواج لعاشق
حتى يُقيم - على الغرام - دليلا

لما رأتْ لهفى يطيرُ صوابُها
وفؤادُها يستقبلُ البُهلولا

قرأتْ على الفور المسائلَ وحدها
ثم انبرتْ تستقرئُ المجهولا

قالت: أزوّج مَن يداعبُها الهوى
أنا لستُ أرجو بالزواج بديلا

وأمدُّ كفاً - بالعطاء - رضيّة
لتكون - في بَسط الجمائل - طولى

ما ضرّني أن قيل: أرخصتِ ابنة
كانت تُرى بين البنات الأولى

ما فتّ - في عضُدي - تطاولُ حاقدٍ
أن قال: عقلي قد غدا مخبولا

ما عاقني عما نويتُ مُخذلٌ
أمسى يُخذل همتي تخذيلا

ما ردني عما عزمتُ مجادلٌ
يزجي الهراءَ ، ويقذف التضليلا

بوركتِ يا أم الفتى مِن فذةٍ
قد نفذتْ ما وافق التنزيلا

يا رب باركْها ، وأعظمْ أجرها
واجز الكريمة بالجميل جميلا

© 2024 - موقع الشعر