من أتون ترجمة الوهم - أحمد علي سليمان

رِدِ المهالكَ أشكالاً وأنواعا
وحُز مِن الوهم أسقاماً وأوجاعا

واجترّ وهمَك في سر ، وفي علن
أنتَ الذي بالهوى زوّرت أوضاعا

أنت الذي اخترتها ، وشِدْت عِزتها
وصِرت تُقنع مَن قلاك إقناعا

وكنت تنشد طيناً سوف تملكه
عمّا قريب ، فردّ الوهمُ طماعا

وكنتَ تفترضُ الصلاح يغمرها
خاب افتراضك ، والتخمينُ قد ضاعا

وكنت تبصر بالعيون كالحة
ورغم ذلك ما أقلعت إقلاعا

خدعت قومك ، والحمقاءُ قد خدَعتْ
وبعدُ خادعتما أهلاً وأتباعا

ماذا عليك لو اْن صارحت محتسباً؟
كيلا تكون بما زيّفت خداعا

ذقْ مُرّ سعيك ، والأيامُ ماضية
وعانِ - بين الورى - حُزناً وأوجاعا

واذرفْ دموع الأسى أنت الحَريّ بها
ودمعُ وهْمك - أمسى اليوم - همّاعا

وادعُ المليك ، وحوقلْ ، علّ حوقلة
تُجير مُكتئبَ الفؤاد مُلتاعا

ومَن فتنت بها ربي سيهزمها
حتى تردّ لها مِن فِعلها صاعا

يوماً ستنقشِعُ الأوهام صاغرة
تترجم الوهم - بعد الوهم - إمراعا

© 2024 - موقع الشعر