مرحى بغائبتين! (أم عبد الله وفاطمة) - أحمد علي سليمان

مرحى بغائبتين في غيابهما
ذقنا الأسى والضنا والبؤسَ والألما

حبيبتان ، فذي أمٌ تشرّفنا
وتلك أختٌ هواها يبعث النغما

لم نبتسم قط مذ هاتين سافرتا
والآن كل فتىً يختال مبتسما

وما استكانت - لطعم النوم - أعيننا
وهل ينام الذي بحزنه اصطدما؟

ولم نذقْ قط مِن سَعدٍ ولا مَرَح
وكيف يسعد من في شوقه انهزما؟

واليوم حُق لنا أن نستطيل على
مُر العذاب ، ونطوى الكربَ والسقما

ونُتحفُ الدارَ زيناتٍ وزخرفة
ونرفعُ الهامَ والأشواقَ والهمما

ونبذلُ الشعرَ - في الأركان - مؤتلقاً
ونُسكن الحَس والإحساس جو سما

ونسعدُ اليوم باللقيا خواطرنا
عادت إلينا التي تهدي لنا القِيَما

وشرفتنا بهذي الدار فاطمة
طابت لنا بين مَن نشقى بهم رَحِما

© 2024 - موقع الشعر