صريع الراية! (عبد الله بن أم مكتوم) - أحمد علي سليمان

لم يُحوّله - عن الغزو - العمى
إنما الإيمانُ - في القلب - استمى

منهجٌ - في البذل - يُغري مُعجباً
وتفان قد تُروّيه الدّما

وعطاءاتٌ غلتْ أثمانها
عند رب الناس ترجو المَغنما

مِن أولي الضر ، وهذا عذرُه
يُبصِر الدنيا فضاءً مُظلما

ثم يمضي لملاقاة العِدا
يحملُ الراية ليثاً ضيغما

لم يكن يخشى حُساماً مُشهراً
أو سهاماً قد رماها مَن رمى

رابضَ الجأش احتفالاً بالوغى
وإلى الهيجا سعى ، ما أحجما

راكباً خيلَ التسامى للعُلا
بائعاً نفساً ومالاً والحِمى

مُرْخِصاً أهلاً وروحاً ما غلتْ
عنده يوماً على رب السما

ورحى الحرب لقد دارت على
طغمة الفرس ، فباتوا كالدُمى

وأرى (كسرى) بعينيْ رأسه
مِن جنود الحق يوماً أيوما

فانتحى بالجند مِن خلف الرُبا
وبِوادٍ - في المجاهيل - احتمى

ولعبد الله في النصر يدٌ
إنه - بالراية الفضلى - استمى

قد رواها بدِما شُريانه
عندما اشتاقت لمَا يروي الظما

يا صريعَ الراية العصماء ثقْ
أن أجرَ السعي - في المأوى - نما

© 2024 - موقع الشعر