رسالة زوجة إلى زوجها الأسير - أحمد علي سليمان

طال اشتياقي إلى مُنايا
يا نورَ قلبي لك التحايا

ما غِبت عن خاطري وبالي
يا عاطرَ الذكر والسجايا

مذ ضمّك السجنُ لم تفارقْ
مازلت في القلب والحنايا

في الليل أنت الشعاعُ يسري
مستهدفاً رفعة البرايا

لم أنسَ مما ذكرت شيئاً
أودِعَتْ – في عَرضه - وصايا

أطيافك العذبة احتوتْني
ما بالها تسكن الطوايا

اصبر على ما ابتليت ، واصمدْ
لا تكثرنْ – للورى - الشكايا

مَن يصطبرْ - في البلاء - يسعدْ
فالصبر مِن أعظم المزايا

عهدتك الجَلدَ لا تبالي
إما علتْ نبرة الرزايا

فقاوم الشوق للتلاقي
واصبرْ على القهر والبلايا

لا تفتكرْ في العِيال ، إني
جنبتهم وطأة المنايا

أعلمتهم أننا بخير
ولم أدَعْ باقيَ الخفايا

فاستقبلوا العيش بالتحدي
وربنا يعلم النوايا

حياتهم في ذري التسامي
أبيْتُ أن يُصبحوا ضحايا

كن في الذي أنت فيه ، واعلمْ
أن المضا يَعقِر الخطايا

واجأرْ لرب الأنام ، واضرعْ
تلق الهنا منه والعطايا

ما السجنُ؟ ما القيدُ؟ يا عزيزي
ما الحرقُ؟ ما الصعقُ؟ ما الشظايا؟

ما الضربُ؟ ما الشتمُ؟ ما التعدي؟
ما كيدُ مَن لفق القضايا؟

ما السب؟ ما القذفُ؟ ما التجني؟
ما مَكْر مَن طبعه الدنايا؟

ما السحلُ؟ ما القمعُ؟ ما التماهي؟
ما الظلمُ إن كان في الهزايا؟

إن واجه الكل مَن تسامى
واعتز ، لم يُظهر الخبايا

وانقاد لله في خشوع
مُستعطفاً خالقَ البرايا

ربّاه ثبّتْ حبيبَ قلبي
واصرفْ - عن الطيّب - البلايا

© 2024 - موقع الشعر