سليمان! (أحسن إلى زوجة أبيه) - أحمد علي سليمان

القلب - من ألم العقوق - مَكلومُ
لأنه - من جوى الخذلان - محمومُ

والنفس تشكو الأسى مما يواجهها
والدمع - من ألم الشجون - مسجوم

والشعر وزنٌ ثوى حزناً ، وقافيةٌ
رَويّها - من فِعال الخلق - مكظوم

والناس: عبدٌ بنار الظلم مُتشحٌ
وآخرٌ - من سعير الظلم - مظلوم

ما للعوائل في صِلاتها انجدلت؟
وما لبنيانها - في الناس – مهدوم؟

ما للعلائق - بين الأهل - قد قطعتْ؟
فحبلُ ود البرايا - اليوم - مصروم

ما للمصالح - في العيون - قد عظمتْ؟
فبئس رابطة! وبئس تعظيم

ما للمنافع - بين الناس - يحكمها
رغم الهدى البطرُ الممقوتُ والشوم

عجبتُ مما أتى الأبناءُ في زمني
والأمر - بين جميع الناس - معلوم

مكرورة هذه الأوضاع يشملها
عِقدٌ بنار الأسى والخذل منظوم

ما بين إبن يسوم الأمّ ما صنعتْ
حليلة قلبُها – بالجوْر - موسوم

وآخر لم يقم بواجب سَنهُ
للمؤمنين برب الناس معصوم

وآخر للفنا قد باع والده
إذ التخلصُ - من أبيهِ - محتوم

رماه كي يُسعد الشمطا حليلته
لأن عزم الفتى - في الحق - مهزوم

وخامس مُحِيَتْ منهُ رجولته
وقلبه - بهوى النسوان - مختوم

يوماً ستصبح زوجُ الإبن والدة
ترى الجزاء ، وأمرُ الظلم محسوم

وسوف تجني - من العقوق - حِصتها
هذا كتابٌ - من الجبار - مرقوم

فيا سليمان أبشرْ بالقبول أتى
برحمة الله ، فالتقيّ مرحوم

أنقذت زوج أب ما كان أغلظها
وقسوة القلب وصفٌ جِدّ مذموم

ولم تعاملْ بما عوملتَ أنت بهِ
بُشراك ، هذا - لأمر الله - تسليم

وذا قضاءٌ - من الرحمن - قدّرهُ
والمرءُ - في العيش - بالقضاء محكوم

فيا أبا السلم: بُشراك ، العجوز أتتْ
وقلبُها - من جفا الأبناء - مغموم

تشكو ضميراً غفا عما يليق به
وعزمُها من - صدى الأيام - مهموم

تراك أفضل مِن كل الألى قطعوا
أواصر البر ، فالتحنانُ معدوم

فكُن - مدى العمر - مِئناساً لوحشتها
وحسبُك الله ، والإحسانُ معلوم

© 2024 - موقع الشعر