دموع! (إلى متى دموعها على زوجها) - أحمد علي سليمان

الدمعُ أغرق أشعاري وإحساسي
وفاضَ حتى محا حِبري وقرطاسي

حتى متى هذه الدموعُ جارية
تزكّي الجوى وتلاحي شدة الياس؟

حتى متى هذه الأحزانُ شاخصة
أبصارُها تستحث الخاطر الناسي؟

مات الحليلُ ، وهذا أمرُ خالقنا
وسُنة الله - يا أختاه - في الناس

يفنى الجميعُ ، ويبقى وجهُ رازقهم
فكفكفي الدمعَ ، أودى الدمعُ بالباس

واستقبلي أمر مَن غاضت بشاشتها
وقد سقتها الأسى الكروبُ بالكاس

وأصبحتْ - من مَرار البؤس - ذابلة
رغم الصِبا ، كذبول الفل والآس

رفقاً بنفسكِ يا وفية بذلتْ
دموعَ عين مُدَمّاةٍ وإحساس

دموعُ عينيك مازالت تعذبني
ولاعجُ الحزن - يا أخت الهدى - قاسي

ولن يجفف هذا الدمعَ واقعُنا
ولن يخصك يا ثكلى بأعراس

أراكِ يا أختنا استسلمتِ راضية
لمَا اعتراك برغم الهاجس الجاسي

لمَ العيون إذن تهمي لتفجعنا
بما تصدِّره مِن مُرِّ أنفاس؟

ما أنت أول من بزوجها ابتليتْ
فأرسلتْ دمعَها المجندلَ الآسي

ولن تكوني مَدى الأيام آخرة
زنِي الأمورَ بميزان وقِسطاس

© 2024 - موقع الشعر