اخرجي ولكن استأذني - بإذن زوجها تخرج المرأة - أحمد علي سليمان

كنتُ أولى بطاعتي واجتهادي
كي أعدّ - للمنتهى - خير زادِ

كي أنال مرضاة ربي وزوجي
وفق شرع الرحمن رب العباد

كي أعيش فضلى ، استقامتْ فعزتْ
وثوابي - يوم الجزا - في ازدياد

كى أكون - للصالحات - مناراً
يُهتدى بي في السير نحو الرشاد

لكن الشيطان استبد بقلبي
وانتحى بي نحو الهوى والفساد

أزّني بالوسواس حتى دهاني
بالنشوز لمّا استثار عِنادي

فاستسغتُ الخروج من بيت زوجي
دون إذن في جرأةٍ واعتداد

واستبحتُ السفور بين البرايا
واصطحبتُ العطور في كل ناد

وارتضيتُ الأوضاع تُزري بعرضي
واجتهدتُ في السوء شر اجتهاد

وانحدرتُ - نحو التدني - اختياراً
واحتواني الإفلاس في كل واد

والجميعُ حولي أقرّوا صنيعي
وافتقدتُ النصحَ الجميل الهادي

ثم لاحت في الأفق أختٌ حَصَان
علّمتنى دين الهُدى باتئاد

بكُليماتٍ تأسرُ القلبَ طوعاً
ثم يبقى إشراقها في الفؤاد

أرشدتني حتى بصرتُ بدربي
ثم أصلحتُ منهجي واعتقادي

فاسترحتُ مِن كل ما يعتريني
مِن عذاب ينتابني وسُهاد

والتمستُ عفو المليك بدمع
مستكين ينسابُ مثلَ العِهاد

ذرفته العينان في جوف ليل
بعد لأي جافاهُ طعمُ الرقاد

كنتُ أحرى أن أستجيب لربي
باحتساب ، يتلوه حسنُ انقياد

ربّ فاقبلْ حَيرَى تعدتْ ، وتابتْ
واغفر الذنب قبل يوم التناد

© 2024 - موقع الشعر