ذكريات أنين زوجة باكية - أحمد علي سليمان

حتى متى دمعُ الأنين مُباحُ؟
وإلى متى مرثيّة وجراح؟

وإلى متى عِز البريئة مُهدرٌ
وتطاله – بالشائعاتِ – رماح؟

وإلى متى ظلمٌ يفور أواره
وظلامُ ليل ما له إصباح؟

يا صاح شرعُ الله عدلٌ كله
ولكل متبع الرشاد فلاح

هلا تدبرت الشريعة مخلصاً
ليبوء – بالخير العميم – نكاح؟

هلا تفهّمت المقاصد والرؤى؟
إن التفقه نصرة وصلاح

هلا درست الأمر في شرع الهُدى
حتى يُكلِل ما أتيت نجاح؟

هلا استشرت أولي التجارب والنهى
وسألت قوماً حرّموا وأباحوا؟

عددت ، هذا من شعائر ديننا
مثنى ، ثلاثاً ، ما عليك جناح

وفق الذي شرع المليكُ لمن هدى
كي تسموَ الألباب والأرواح

العدلُ أين؟ وأين حق عِيالنا؟
ولم الحقوق لأجل تلك تباح؟

ولم الإدانة دون حق ، والهوى؟
كم من تَجنّ فلّه الإيضاح

أفصحْ عن الخلل الذي أخفيته
هذا الغموضُ يدكّه الإفصاح

لِمَ تتخذ لغة التطاول منهجاً؟
فلديك منها حربة وسلاح

هل زوجتاك: كريمة ميمونة
والزوجة الأولى لديك (سجاح)؟

أم العِيال غدت – لديك - مَهينة
تحيا وتملأ دارها الأشباح؟

أمست تئن ، فهل سمعت أنينها؟
وتُلِحُ ، هلا أزكَ الإلحاح؟

وتَصيحُ ، لا من علةٍ أودتْ بها
فهل اعترتْك بلية وصِياح؟

أبداً تُداهمها الخطوب ، فتشتكي
والليلُ طال ، وليس بعدُ صباح

اعدلْ ، وكن - في كل أمرك - منصفاً
والأمرُ جَدٌ ، ليس فيه مزاح

واحذر دعاء وليةٍ مكلومةٍ
فنصيرها المتكبّر الفتاح

أنا لا أحرّم ما أباح إلهُنا
فلتَكْثُرِ الزوجاتُ والأفراح

لكنْ بتحقيق العدالة حِسبة
كيلا تسودَ ضغائنٌ ونواح

وأرى التعدد حق كل موحّدٍ
إن التعدد همة وكِفاح

وضِيا إذا ما العدلُ شاد بناءه
لا فرصة للمستهين تتاح

فإذا عدلت فما عليك ملامة
ويَزينُ عيشَك عدلك الوضاح

والعدل شرط الله في قرآنه
وبه يزول تجاوزٌ وجماح

شتان بين عدالةٍ تُشجي الورى
وتطاول دمعي – له - سحّاح

شتان بين مَحبةٍ وعداوةٍ
هل يستوي الليمونُ والتفاح؟

إن التعدد من شعائر ديننا
وإذا احتواه العدلُ ، فهْو مُباح

© 2024 - موقع الشعر