ثلاث لوحات آخرها باكية

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

ثلاث لوحات آخرها باكية - حمدي الطحان

( من ديوان : في انتظار الشروق ) للشاعر : حمدي الطحان
 
---------------------------------------
 
1 – *** ( أقوى من المحن )***
 
لأنَّها جديدة الفؤاد دائما
 
ووجهُها تَعانُقُ الضياء والشذا
 
لأنها قويةٌ حين الوغَى
 
فما انحنتْ لعاصفٍ يُحْطِّمُ القِوَى
 
ولا لظَى
 
وظلَّت ابتسامةٌ رشيقة بثغرها
 
تحوطنا على المدى
 
وتطردُ الدُّجَى
 
برغم أنها إذا مشتْ
 
تقافزتْ
 
لِعلّةٍ بساقِها
 
وإن أتتْ لتوِها من السحابِ لم تجدْ
 
سوى ذراعِها القصيرِ
 
ينحني لضمِّنا
 
كأنّهُ السَّنا
 
ورفَّةُ المُنَى ...
 
2 – *** ( مجنونة )***
 
وكان للجنونِ شاطئانْ
 
فَشاطئٌ وقفْتِ فوقَهُ
 
بَصَقْتِ نحونا
 
وشاطئٌ غسَلْتِ فوق صخرِهِ
 
ستائرَ الزمانِ والمكانْ
 
تُرَى بأيِّ مِعْولٍ قبيحةٍ طُرِدتِ من هنا ؟!!
 
وصِرتِ في منازلِ النجومِ والقمرْ
 
كأنَّنا السرابُ والصورْ
 
ووجهُكِ الحقيقة التي بلا أُطُرْ
 
وضمَّة الحنين للمطرْ ...
 
3 - *** ( السادات .. و هو ) ***
 
وكانت المسافة التي على الطريقِ بينَنا
 
طويلةً
 
عميقةً
 
كأنَّها المَدَى
 
وكُنْتُ قد علمتُ أنَّني مُشتَّتُ الخُطَى
 
وأنَّني إذا أتى المساءُ
 
خانني الرضا
 
وبِتُّ في العذابِ ساجدا
 
وكان يرتدي الخُشُوعَ والتُّقَى
 
وفي يدٍ رقيقةٍ سواكُهُ
 
وطالما استعاذ من جهالةِ الوَرى
 
ويُشْهِدُ السماءَ أنَّهُ
 
مُبَرَّأٌ من العُصاةِ
 
مُظْلِمِي النُّهى أمثالِنا
 
لكنَّني عَشِقْتُهُ
 
جَهِدْتُ أن أكونَ حبَّةً من سُبْحَةٍ بِكفِّهِ
 
أو نسْمَةً صديقةً طليقةً بِأُفْقِهِ
 
وفي نهارِ عيدِنا
 
وكُلُنا إليكَ - سيِّدِي –
 
تَوَجَّهَتْ عيونُنا
 
قلُوبُنا
 
إذا بهِ
 
أيا زعيمَ حربِنا و سِلْمِنا
 
و يا مُحرِّرَ السَّنا بدربِنا
 
تَغُوصُ فيكَ كفّهُ
 
وتَنْزِعُ الصباحَ من هنا
 
إذا بهِ
 
يُحَطِّمُ ابتسامةً تلألأتْ بثغرِنا
 
وددتُ لو أنا مُمَزَّقٌ ، ولا أرى
 
ذا الوجهَ جاسَ ذاتَ يومٍ بيننا .....
 
------------------------------------------
--------------------------------
------------------
© 2024 - موقع الشعر