ثلاث لوحات لأخي الإنسان - حمدي الطحان

[ [ للشاعر / حمدي الطحان
 
1 -- ( ( قصةٌ بائسة ) ) --
 
يا له مِنْ لئيمْ ؟!
 
إنَّهُ بعدَ أنْ يرتاد قِمامتنا
 
طاعمًا مِن أطايبِ ما قد تركنا
 
يَفْترشُ الأرصفةْ
 
في هجيرِ الصَّيفِ وفي زمهريرِ الشّتاءْ
 
مُلْتحِفًا بالفضاءْ
 
غيرَ أنَّا إذا ما مررْنا بهِ
 
في صباحٍ أو في مساءْ
 
لم يُدِرْ وجهَهُ نحونا
 
لم يأبهْ بنا
 
لم نجدْ منهُ أدنى وفاءْ !!!!!! ............
 
**************
2 -- ( ( من سحيق الزمان ) ) --
 
من زمانٍ وهي صامدةٌ في هذا المكانْ
 
حطَّمُوا كلَّ ما كانَ مِنْ جِنْسِها
 
وأقاموا من الأسمنتِ الغاباتِ مِنْ حولها
 
وأقاموا الزِّحامَ الرَّهيبَ الذي قد بدا سادرًا في طغيانِهِ
 
والضوضاءَ الَّلافحةْ
 
تركوها هنا وحدَها
 
والقطاراتُ غاديةٌ رائحةْ
 
لكنَّ حناياها لم تزل للظلالِ وذاكَ الشَّذا طارحةْ
 
والعصافيرُ في حضنِها لم تزل صادحةْ ...........
 
************
 
3 -- ( ( يوما ستلاقيه ) ) --
 
سوف يأتي إليك إذا حانت الَّلحظةُ الفارقةْ
 
لن يتركَ منكَ إذا ما أتى نبضةً واحدةْ
 
ربَّما لا ترى منهُ إلاَّ ضحاياهُ يملؤنَ الثَّرَى
 
لكنَّكَ حتمًا ترى
 
أنّهُ لا مفرَّ ولا فَوْتَ مِنْ كأسِهِ
 
أو أنيابهِ السَّاحقةْ
 
سوفَ يلقاكَ حتمًا إنْ شئتَ ذا أم أبيتْ
 
في انتباهِكَ أو في النَّومْ
 
في بيتِكَ أو في بيتِ القومْ
 
في العتْمةِ أو في حضنِ النُّورْ
 
في برٍّ أو في بحرْ
 
في نفق أو حتّى في جنباتِ الجوْ ..........
 
------------------------------------------------
-----------------------------------------
--------------------------
© 2024 - موقع الشعر