باكية إلى الأبد - أحمد علي سليمان

دمعي لمَا عاينتِ منحدرُ
والقلبُ في الآلام يستعرُ

والكرب - في الأعماق - منجدلٌ
يشكو الذي يأتي الألي كفروا

مازالتِ الأغيار تصرعنا
ويؤزنا المستقبل الأشر

والحزن يكوي همة صَمدتْ
واستبسلتْ في وجه مَن بطروا

مَن قتلوا زوجي ورفقته
واستهزأوا ، والأمر مشتهر

جادلتُهم في عز مؤمنةٍ
وثبات مَن في البأس تصطبر

لمّا أشأ أن يشمتوا أبداً
بل كنت - فيما حل - أبتشر

قاومتُ حتى قيل ساحرةٌ
وأريتِهم ما ليس يُنتظر

ما قيمة الدنيا وزخرفها
إن غاب عني - في الدجى - القمر؟

إن الذي قد حلّ بي جَللٌ
آمنت حقاً أنه قدر

والله قوّاني لأقبله
أو كنتُ لولا ذاك أنتحر

والحرب قد خطت نهايتها
لكنّ دمعَ العين ينحدر

والقلب - من فرط الأسى - جزعٌ
يكاد - رغم الصبر - ينفطر

يا رب خفف صدمة ذهبتْ
بالعقل مما قارف الغجر

وارحم أيا رب الورى أمَة
دوماً - إلى الرحمن - تفتقر

© 2024 - موقع الشعر