لا شيء يدوم إلى الأبد - أحمد علي سليمان

لا شيء يدوم إلى الأبدِ
فلماذا التوق إلى الكمدِ؟

زفراتُ الحزن لها ألمٌ
وعذابٌ يَحرقُ في الكبد

ومرارُ الأسف له غصصٌ
وسعيرٌ ينهش في العضد

والمُقلة حقاً قد رحلتْ
وصداها في الوجه الغرد

ولها نسماتٌ حالمة
عظمتْ في العُدة والعَدد

يا ليلَ الحزن كفى سهراً
ففؤادي يرفلُ في المَدد

وأراني عوّضني ربي
لا أرجو شيئاً مِن أحد

بالذكر العينُ مُرَحّبة
وسواهُ تراهُ كالزبَد

فاقت في المِحنة ذروتها
وتناءتْ في جوف الأمد

وكأنّ الجرحَ يُسامرُها
وتعد الصدمة كالرمد

وجمَتْ للسيف فغازلها
فاقت في الدل هوى الخرُد

وعلتها الحُمرة مُشرقة
شجتْ بالسيف المُحتفد

لا شيء يدوم ، فلا تهني
ودعي السوأى ، لا تنتقدي

ذكراك اليومَ تجمّلنا
و(عزيز النفس) كما الأسَد

مِن بين دواوين الصرعَى
رأسٌ في الشعر كما أُحُد

© 2024 - موقع الشعر