وخَفاياكِ يا زَهْرَةَ الشَّوْك - محمد عبد الحفيظ القصّاب

شعر حُر
---------
 
 
 
وخَفاياكِ يا زَهْرَةَ الشَّوْك
------------------
 
وخفاياكِ يا زهرةَ الشَّوكِ...
 
 
أعْظَمُ سِرٍّ
 
من الدَّمْعَةِ النَّاعِسَهْ
 
عندما تجبرُ القلبَ
 
في ضحكاتِ الهزائِمِ
 
أنْ يَتَقَمَّصَ لونَ الهبوطِ صعوداً
 
إلى كوكبٍ صرخَ الظِّلُ فيهِ
 
برائحةٍ سادسهْ.
 
....
 
وتمطَّى بشوكِ العناقِ
 
عشيقٌ
 
وجرْذٌ
 
وقبَّرةٌ
 
.........
 
ماعِدُ اليدِ.. يُتمُ البلاهةِ
 
قبلَ احتفالِ القساوسةْ.
 
وخفاياكِ يا زهرةَ الشَّوكِ
 
أكبرُ قبرٍ
 
قدِ استوقفَ الموتَ
 
مُسترْحِما
 
ساجدًا،لاهثًا، عند ظِلِّكِ
 
مُسْتَسلِما
 
يطلقُ الوعْدَ- وشماً- على عَرَقِ النهدِ
 
يذرفُ عنهُ انكسارُ الضحايا
 
شعاعًا، سديمًا، يلفُّ جراحَ الفضاءِ
 
وينْتحُلُ الصمتُ..
 
تابوتاً للبلاغةِ...
 
عن مَطَرٍ دَنِفٍ كالمنادبِ
 
كانَ بريئًا هنا مُجرماً
 
...............
 
وفضاءٌ خفاياك يا زَهْرتي
 
لا تلومي حدائقَ لوني
 
ولا حاجتي للغاتِ السقوطِ على شرفتي
 
لا بديلَ عنِ الموتِ
 
كي تعْبُرَ المنتهى لهفتي
 
لا بديل عن السَفَرِ ..الوَعْرِ
 
في وريدِ الظلامِ
 
وفيكِ أيا مُهرتي...
 
امْتطي شَبَحِي
 
وهوائي عَتاقٌ إلى غرقي
 
وجوازي عِنادُ الحياةِ
 
على قَدَحِي.
 
------------------
طفلُ الحرف(17)
محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص -سوريا- 2-5-1992
© 2024 - موقع الشعر