حِمْصُ الشَّآم(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
-------
حِمْصُ الشَّآم(1)
----------
1-عَيْنٌ على مَائِها المَغْدُوْرِ إِنْسَانُ
والوَحْشُ مِرْآتُها الثَّكْلَى ونِيْسَانُ
 
2-طَحَنْتَ طِيْنَكَ مِنْ طِفْلٍ على حَجَرٍ
فعَالِكُ الدَّمِ زِفْتُ الإنْسِ قَطْرَانُ
 
3-ما خابَ مِنْ أَثَرٍ أَلْحَى بصاحِبِهِ
مَعَ الظِّلالِ فأَخْيَالٌ وخُلَّانُ
 
4-شَيْخُ الدُّهُوْرِ تَمَطَّى حِيْنَ أَخْيِلَةٍ
مُكَسَّرُ الحَدَواتِ الشِّعْرُ أَسْلانُ
 
5-مُجَبَّرَ الظِّلِّ تَفَتَّى كُلَّ شَارِقَةٍ
عَلِيْهِ مِنْ لَمَعَانِ النَّزْفِ رَيْعَانُ
 
6-جَنَادِلُ الوَقْتِ قَالَتْ بَعْدَ تَعْزِيَةٍ
لَهَا جَدِيْدٌ تَحَنَّى فِيْهِ هِجْرَانُ
 
7-تَدُوْسُ أعْقَابُهُم مُشْطَ التُّرَابِ بِنَا
سَنَابِكُ النُّوْرِ فَوْقَ الظُلْمِ تِيْجَانُ
 
8-عَمَّتْ سُقُوْفَ مَغَانِيْنا رُؤُوْسَ دُنًى
مَلِيْئَةُ القِيْرِ لا خُنٌّ ولا خَانُ!
 
9-مَدِيْنَةُ الصَّخْرِ لَانَتْ تَحْتَ ضَحْكَتِهِمْ
إنَّ الفَوَاقَ مِنَ التَّحْجِيْرِ صَبَّانُ!
 
10-مَذَاوِبُ الغَيْمِ في دَمْعٍ بلا غَسَقٍ
يَسْتَقْطِرُ اللَّيْلَ سَيْحَانٌ وجَيْحَانُ
 
11-حَسْرَى تُصِيْبُ مَصَارِيْعَ النَّدَى رَمَدًا
عَمْشَاءُ فَجْرٍ بِهَا الإِصْبَاحُ عُمْيَانُ
 
12-تَفَكَّكَتْ خَطَرَاتِ التَّالِيَاتِ خُطًى
تَمَسَّكَتْ بحُرُوْفِ المَوْتِ أَرْكَانُ
 
13-حِمْصُ العَدِيَّةُ هَاتِي الحَاءَ أَلْثُمُهَا
فالثَّغْرُ يَنْتَظِرُ الحَوْرَاءَ تَزْدَانُ
 
14-والمِيْمُ مِنْ مَاءِ عَيْنٍ فَاضَ مُبْتَهِلاً
بُحَيْرَةَ الدَّمْعِ للنَهْرَيْنِ عِصْيانُ
 
15-والصَّادُ صَادٍ تَصَدَّى صَفْوَ صَيْحَتِها
صَدِيْدُ صَبْرٍ، صَنَادِيْدٌ، وصَفْوانُ
 
16-والسَّاعَةُ انْتَبَهَتْ للجَمْعِ مُبْتَهِجًا
ثُمَّ انْتَهَتْ لَيْلَةً بالجَمْعِ نُقْصَانُ
 
17-وخَالِدٌ يَزْدَرِي غَدَّارَ شِيْعَتِهِمْ
مِنْ تَحْتِهِ فَوْقَهُمْ لِلْمَجْدِ عَدْنَانُ!
 
18-بَكَى الصُّرَاخَ فَمُ التَّارِيْخِ مُبْتَلِعًا
جَرَائِمَ الحِقْدِ والتَّارِيْخُ إِرْنانُ
 
19-فشَقَّ صَدْرَ مَلَايِيْنِ الوَرَى شَجَنًا
ولَمْ تُشَقَّ سُطُوْرُ الحُزْنِ أَنْ بَانُوا
 
20-أَبْوابُها صُرِّعَتْ سَبعًا بلا حَدَقٍ
وسَبْعَةٌ فُقِدَتْ آمِيْنَ ما دَانُوا
 
21-أَحْلِفْ لِحِمْصَ ولا تَحْنَثْ بما ضُرِبَتْ
ضِغْثًا مِنَ السُّنَّةِ الحَمْراءِ جِيْرَانُ!
 
22-تَسْتَحْلِفُ الغَيْمَ والأَحْجَارَ كَمْ سُرِقَتْ
عَيْنُ الحَقِيْقَةِ مِنْهَا وَهْيَ بُسْتَانُ
 
23-أَبْنَاؤُها حُقِنوا بالسُّمِّ مُعْتَقَدًا
وخَالِدٌ بَلْسَمٌ فِيْهِمْ سُلَيْمَانُ!
 
24-لا تَسْأَلُوا أَيْنَ باتُوا حِيْنَ مَصْرَعِهِمْ؟
في كُلِّ آيَاتِهِمْ سَيْفٌ وفُرْقَانُ
 
25-قَدْ تَسْأَلُوْنَ غَدًا يَلْقَاكُمُ كَذِبًا
مَهْمَا الجَوَابُ فلَنْ يَنْسَاكُمُ الآنُ!
 
26-مَهْمَا سَمِعْتُمْ فلا عَيْنٌ لَهَا أُذُنٌ!
ولا تَنَاقَلَتِ الأَمْوَاتَ آذَانُ!
 
27-بِئْسَ الحُرُوْفُ تَعُوْقُ القَلْبَ عَنْ هَلَكٍ
سيلَ الدماءِ، وراياتٌ وطوفانُ
 
28-مِنْ أَيِّ بَابٍ تَرَاهُمْ فاتِحًا هَلَلاً
مُكَبِّرًا، يَسْمَعُ الآهَاتِ رَحْمَانُ
 
29-(بَابُ الدُّرَيْبِ) و(بَابُ السُّوْقِ) مُنْفَتِحٌ
(بابُ السِّبَاعِ) و(بَابُ الهُوْدِ) سِيْجَانُ
 
30-(لِتُرْكُمَانَ) بَدَا (مَسْدُوْدُ) جَنَّتِهِمْ
(بَابٌ لِتُدْمُرَ) في الصَّحْراءِ غَسَّانُ
 
31-إذا مَدَدْنا خُيُوْطَ الحَقِّ ما نُقِشَتْ
مُخُّ الصَّبَاحِ برَأْسِ اللَّيْلِ عِقْيَانُ
 
32-إِنِّي على بَابِهَا المَسْدُوْدِ حَوْقَلَةٌ
مَنْحُوْتَةُ في دُرَيْبِ الفَتْحِ جُثْمَانُ
 
33-حَيٌّ تُرَتِّلُهُ الأَبْوَابُ بَسْمَلَةً
مَهْمَا عَفَاهُ بِبَرْدِ العَفْوِ حِرْمَانُ!
 
34-بابٌ لِحمصَ يُنَافِي الغَلْقَ مُنْصَرِفٌ
قَهْرًا لإعْرابِ فَتْحٍ سَدَّ إِمْكَانُ !
----------
البسيط(34)
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-13/11/2020
© 2024 - موقع الشعر