في حَضْرَةِ الصَّمْت - محمد عبد الحفيظ القصّاب

في حَضْرَةِ الصَّمْت
*******************
أجلسُ وحيدًا على طريقِ الصمتْ
 
ما بالُ الذينَ مَرُّوا؟؟
 
لمْ يقتلوا الصوتْ !!
 
في حدائقِ الهدوءِ تثاقلتْ أغصانُها بالفمِ المُقيَّدْ
 
بالمُقلِ تواجهُ مشهدَ اللقطةِ الواحدةْ
 
لا يتحرَّك ,,,!
 
لا تتحرَّك,,,!
 
هنا ليس للزمن حياةْ
 
لن يمسك بيد الأشياءْ
 
يسارعُ بها إلى منفاها خلفَ الضجيجِ المُوحَّدْ
 
لنْ أتكلَّمَ بلغةِ الزمنِ فيما سيكون..
 
ربّما ما كانَ هو الذاكرة..
 
لكنِ الأشياءَ ستقفُ هنا بلا حِراكْ
 
ستصْطدمُ بجدارِ نهاياتِها
 
لتسقطَ معَ أوراقِ هذه الحديقةْ
 
أصبحتْ أعمدةً بلا قصَّةْ
 
تلكَ الجذوعِ الصديقةْ
 
تبتلعُ في نسغها غصًّةْ
 
في لحظةِ الموتِ الرقيقةْ
---------
أجلسُ وحيدًا في حضرةِ الصمتْ
 
حُنجرتِي شربتْ حجرَ الموتْ
 
وحيدًا بلا ظلٍّ يلفُّ الترابْ
 
أنتظرُ على مقاعدِ النسيانْ
 
يتكاثرُ فيها شيبُ الغُرابْ
 
تبخَّرتْ ذكرايَ في حرارتِها الوقوفْ
 
وغادرتني لقمرٍ ثابتٍ بلا هِلالْ
 
بلا ضوءٍ يشربُ كأسَ الغِلالْ
 
أنظرُ بالمقلةِ السمراءْ
 
يأتي المشهدُ متًّكيءَ السيوفْ
 
تشلُّني المواقفُ الحمراءْ
 
ويحاصرني القفصُ الهواءْ
 
يبدأ الزمنُ.. يسيرُ في قدمي
 
يحملُ منجلَ المللْ
 
يحصدُ آخرَ لقطةٍ تُنسى من قلمي
 
لاحتضاري اليتيمِ .. وصلْ
 
أسيرُ إلى الجدارْ
 
لستُ أسيرْ!!!
 
ورقتي سقطتْ فِرارْ
 
من سقفي الفقيرْ
 
 
في حضرةِ الصَّمْتْ
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص-سوريا
22-11-2005 م
© 2024 - موقع الشعر