في حْضْرَةِ البَحر

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

في حْضْرَةِ البَحر - محمد الزهراوي

في..
حَضْرَةِ البَحر
 
يَجيءُ
مِنْ كُلِّ
صَوْبٍ..
شَريداً
مِثْلَ ذِئْب.
الْقرَنْفُلُ
وَالرّياحينُ
في عَيْنَيْه..
أُسَمّيهِ مَنْفى.
وَبَحْثاً عَنْ
نَسْمَةٍ..
يَرى ما أراه.
ها الصّباحُ
يَلوحُ..
كَحَقْلِ حِنْطَةٍ.
بِأُلْفَةٍ يُلَوِّحُ لِيَ
في مَوْكِبِ عُرْسٍ
بِيَدِهِ الْمَعْروقَةِ.
مَرْحى أيُّها
المسْتَحيلُ..
يَلوحُ أضْواءً
في الْمَرافِئ لِيأخُذَ
بِأيْدينا وَيُغنّي.
يَنْحَني
لِلْمارّينَ ثَمَراً.
ها الْمُدْلِجُ
الْمُكابِرُ مَوْصوفٌ
بِالصّبرِ الْمُرّ.
هذا الحُضورُ لَهُ في
كُلِّ كّفٍّ حَجَر.
وَحِرْتُ في مَعانيهِ
إذْ يَزْدَحِمُ
الْفَضاءُ بِهِ.
في كُلِّ رِحابِ
الْكَيْنونَةِ لَهُ
حُضنُ
امْرَأةٍ شاسِعة.
في كُلّ سماءٍ
فَوْقَنا وَفي أرْضٍ
تحْتَنا يَمْشي
مَحْفوفاً بِالزُّرِقَة في
فِتْيَةٍ عَشِقوا
وَرَتْلٍ مِنَ النّوارِسِ.
ها هُوَ
هُنا إبْريقُ
شايٍ يَنْشُجُ
وَنَهْرٌ يَصْطَخِبُ.
أيا يوسُفُ..
يا صاحِبَ الْجُبّ
أنا هُنا..
يا غَيْمَ الْحُزْن.
هذا السّهْلُ
الْمُكَلّلُ بِالْحِبْرِ
وَالْحُبِّ والشّجَر..
لَهُ امْتِدادُ البَحْر.
يُحَمْحِمُ
في الأحْصِنَةِ
ويَطيرُ معَ الطّيْر .
هُوَ زَمانٌ أيْضاً
بِخَصْرِها
وجَدائِلِها
يَلْهَجُ..
فَيُسَميها وَيَهْتاج.
آهٍ أشْرِعَتي..
هذا الْغامِضُ
الْمارِقُ..
عِشْقُهُ أوْسَعُ
ما يَكونُ :
في كُلِّ
مَكانٍ لَهُ صَدىً
حَتّى في
قُرى الْمَفازاتِ.
هُوَ الذي قدْ
رَسَمْتُ لِبِلادي !
فَوُقوفاً
لِلْعُشْب !
وُقوفاً
لِهذا النّشيدِ..
لِلْوَصْلِ العَرَبِيِّ
وَلِحالِجِ أحْلامِنا
في الظُّلْمَةِ.
أدْرِكْنا يا بحْراً ..
نشْتَهيهِ وَنحْلمُ به.
مَن يدُلُّهُ عَليْنا
ويَدُسُّ في جَيْبِهِ
عَناوينَ جُروحي؟
تَعالَ يا النّهارُ في
خَرائِطِ اللّيْل.
لِلْغَضَبِ في
دَمِنا تاريخٌ
وَسُيوفٌ وَ صَواهِل.
ها البَحْر الآخَرُ..
هذا الذي يُعانِدُ
في اللُّجِّ الرّمْلَ
والبَحْرَ وَقَراصِنَةَ
السّاحِلِ الغَرْبِيّ..
لُصوصَ الدّاخِل وَما
وَراءَ النّهر.
أنْظُروا هُوَ نَهاري
يُشْرِقُ وَنَغيب.
يَنْعَصِرُ كَالْغَيْمِ
مِثْلَ وَجَعِ
أُمّي لَدى الْوِلادَةِ.
فَهذا البَحْرُ هُوَ..
وَلا أحَد غيْرُهُ عَلى
الطّريق التُّرابي..
بَحْرٌ يولَدُ مِن قهْرِ
شَعْبٍ أو بَلَد ؟
© 2024 - موقع الشعر