امْرَأةُ اللّيْل

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

امْرَأةُ اللّيْل - محمد الزهراوي

امْرَأة اللّيل
 
أفَلَ القمَرُ ..
نامَتِ النّجومُ
وَبِحَياءِ سِكّيرٍ
أقْرَأُ أحْرُفَكِ يا ..
امْرَأةَ اللّيل !
وَمِنْ غِيابِكِ ..
بِنَقائِكِ الثّمِلِ أوَدُّ
لوْ أشْكو .. ؟
وَأشُمُّكِ في الرّيحِ
حيْثُ لكِ جسَدٌ
بِنَكْهَةِ الوَرْدِ ..
ووَجْهٌ بِجَمالِ قُرى
بلَدي وَالبَساتينِ
وَأنا الماجِنُ ..
جَميلٌ ما أقْترِفُ
مَعَكِ مِن حُمّى
العِشْقِ وَكُلّي رَهَنْتهُ
لَكِ وَلِلعِشْقِ حتّى
لا أبْرَأَ مِنْ ..
جُنونِ العِشْق !
وَأفيضُ بِكِ
اللّحْضَةَ إذْ كُلُّكِ
شِعْرٌ وعِشْق ..
أنْتِ مَطِيّتي في
العِشْقِ وَ بدَأْتُ
اعْتِلاءَ سَرْجِكِ ..
عَرْضُ مَدى فَضاءِ
مَيْداني فَسيح ..
حيْث وَفّرْتُ لَكِ
الرّاحةَ.. فهُوَ عَلى
ساحِلِ البَحْر..
وصَهْوَتُكِ المُثْلى
مُهْرةَ رَغَباتي
فاخِرَةٌ جِدّاً ؟
أيْنَ كُنْتِ خارِجَ
مَدينَتي وَمِنْ أيْن
اهْتدَيْتُ إلَيْكِ كيْفَ
وَلجْتُ جاذِبِيَتَكِ ..
في تَباعُدِكِ المُسْتَمِرّ
وَأنْتِ بِداخِلي ؟
لا أدْري كيْفَ
أقبَلْتُ كَما يبْدو ..
عَلى المُغامَرة ؟
إذْ تعَوّدْتُ عَلى
رُؤْيَتكِ مِثْلَ نجْمَةِ
عِزِّ الّيْلِ وَلِيَ ..
مَلاذٌ في حضْنِكِ
الغامِضِ الّذي ..
يُحاكي جَواشِنَ
اللّيْلِ وَمِذْوَدٌ أمامَكِ
حيْث تمْنَعينَني ما
أشْتَهي فأُعاني وَحيداَ
كحَلَزونٍ أجْتَرُّ اللّيْلَ
وأكْتُبُ عَنْ وَجْهكِ
الآخَرِ لِنفْسي ..
ألَيْسَ كذلِك يا نَفْسي ؟
مفْعَمٌ أنا بِالحيْرَة
أيْ بِالرّيبَةِ مِنْ
حُضورِكِ ومِنْ
عَذاباتِ السُّؤالِ ..
ماذا عنْكِ..ما
أخْبارُكِ أتاهَ بِكِ
رَكْبُ الحَنينِ ؟
تتَقتَّلينَ لي أمْ
ذهَبَ بكِ الغِيابُ
مذْهَب الليْل ؟
مَرَّ عُمْرٌ مِنْ
صَهيلِ الرُّؤْيَةِ ..
أيْ.. مِنَ عَذابِ
القَبْرِ والقحْطِ ..
والاِفْتِتانِ بالمَجْهوْلِ
وسِحْرِ الغِيابِ
ومَغَبّةِ الانتِظار تحْتَ
ليْلِ العالَمِ إلى ..
مَنْ إنْ صَرَخْتُ
كَيوسُفَ في الجُبّ
يَسْمَعُني وَأنْتِ لا
تجيئينَ كحورِيَةٍ
مِنْ أعْماقِ البِحارِ .
أمْ أنْتِ بيْن طيّاتِ
كُتُبي وَأوْراقِ
أشْعارِيَ أوْ مِنْ
مَخْلوقاتِ الَّليْل ؟
حَيْثُما كُنْتِ أخْطو
بِلَهْفَةٍ وَأتعَذّبُ كيْ
لا أضِلّ عنْ ..
مَدينَتكِ وَلوْ لمْ
أكُنْ مَهْووساً
بِالحرِّيةِ وذَوْقي
سَليماً ما طرَقْتُ
علَيْكِ نافِذَةَ الَّليْلِ
وَما اهْتدَيْتُ إلى
مَفاتِنِ أحْرُفِ جَمالِكِ
العذْراءِ وأنْتِ في
مَنْفاكِ تتَلَهّفُ علَيْكِ
الرّوحُ يا امْرَأةَ
الشَّوْقِ وَغابَةَ
أنْجُمِ الّليْل ؟
© 2024 - موقع الشعر