قصيدة رغوة الليل من ديوان رغوة الليل - برادة البشير عبدالرحمان

استهلال
**************
الليل برزخ الإبداع... زمان التأمل ... لحظاته فواصل حياة الذات ..
فرصة للقراءة وإعادة القراءة للآخر للعالم للمنطوق والمكتوب... للذات
المبدعة... من الليل اشتق (الموال) لحن الذات الناظم لبوحها...
ومن الليل اشتق إسم لبؤة الاحلام (ليلى)...!! ولكل ليلاه ربة الخصوبة
وآلهة الجمال ... شقيقة (أنانا) وأخت (عشتار) وسليلة (أفروديت)
أنها ملهمة (ديانا) و (فينوس)... في لجة الليل تلتقي منابع الإبداع
ذوات الأنبياء والشعراء والعلماء والتشكيليين... الكل ينهل
من سكون الليل ويغرف من رغوة الإبداع ... فالليل مثل الأنا العميق
لا يشع، ولا يلمع الا حين يرخي سدوله ... ليس بأنواع الهموم كما توهم امرؤ القيس بل بأصناف الإبداع ... إنه الليل معراج الأرواح المبدعة...
من اجل ذلك كانت (بومة أثينا) رمز الأبداع عند الإغريق لا تحلق في أرجاء السماء الا بعد انطفاء نور الشمس ... غير أن غروب (راع) لا يؤدي الى الأنا العميق لذلك أبدع (بيتهوفن) سمفونيته التاسعة رغم صممه... بفضل صممه أبدع ما أبدع ...لأن مصدر إبداعه الموسيقي كان نداء داخليا في حضن سكون الليل ... و ما الصمم سوى مناعة تمنع سماع الأصوات الزائفة ... هو ذا الإنسان المبدع ...هو ذا سليل الليل ...
نَبْتُ الليال الطوال ...باكورة (رغوة الليل) منبع الإبداع...
برادة البشير فاس في : 01/12/2017
 
**************
إهداء
**************
إلى روح (نزار) إلى شاعر الحب ... والعروبة! والتعاطف...
شاعر علامة (لا) ورمز النفي ... نفي الزيف ... والروائح الكريهة ...
والذوق النشاز...
إلى روح نزار شاعر (الغربة) إ في مسقط الرأس ... إليك (نزار قباني)
أهدي حبات من عنقود إبداعي؛ فَقَبَّانُكَ يا( نزار) كان دوما ميزانا ؛ وليس كأي ميزان ...
كان لك يا (نزار) من اسمك نصيب حيث (أَدْمَنْتَ) قياس المشاعر؛
والأفكار...والعواطف... والأحداث ... ففجعت في (الحبيبة بلقيس) كفجيعتك في مسار العروبة...
لقد ذكرتنا بجد العرب ( نزار) إ دون إلغاء حرف من طقوس العبث لسلالة العرب النزارية...
علمتنا يا ( نزار) بقبانك قياس الأشياء ... فرز الأوهام ... فعدالة الموازين ليست دوما منصفة...
لو كان يا ( نزار) لكل ميزان أنف عميق يشم العدل ؛ ما انجذب لرغبة ولا زاغ بميل ... هو ذا درس (رغوة الليل )...
هو ذا عصير رغوة الجمال شقيقة الحق وصنو الخير للبراءة منعش ...
كذلك حدثتني القوافي من أزل منذ تناثرت على شلال عواطف الإنسان ...
منذ تدحرجت على حافة حياة الإنسان...
 
برادة البشير فاس في: 01/12/2017
*********************
 
رغوة الليل
 
************
 
 
 
 
 
 
 
لَيْلِي ...!
أيا ليلي
في ظلالك لي ...
ألف رحلة...
ورحلة يا ليلِي...
****************
شوقي لك يُشقيني
ما طال نهاري
وعناقنا ليلي
لا يُشفي غليلِي !!
****************
تُدنس أذني
أصوات نهار ... عليل
ويطهرني سكونك
بإيقاع مواويلِي !!
**************
 
 
 
 
 
وتدمع عيني ... أن ترى
شعاع زيف مذل
وتزهر في قلبك
ليلي ...
قناديلِي !!
**************
فلا عجب
أن تشاءمت العُرْبُ
من زرقة !!
تُنذر
باختزال...
ليل طويلِ ...
**************
 
 
 
 
 
 
أيا ليلي!
قلبي لِبَدركَ عرش
أيا ليلي
ونجومك في حدسي
إكليليِ !!
*************
كلما احتد هيامي بك
يا ليلي
حُلَّ قُفلي
كانفتاح قلبي
لخليليِ !!
**************
 
 
 
 
 
 
كامتداد الأفق
بخيال طفولي
كامتدادي بسؤال
يسقي ذهوليِ ...
**************
أيا ليلي
سألت العارفين
بأحوال زُحَلْ
ليلا...
أطول من ليلي !
فلم أجد صنوا
لِلَيلٍ إشبيليِ !!
**************
 
 
 
 
 
بذلك أوصى " المعتمد"
من قَبْلِي!
أوصى العشاق والعارفين
شعرا...
جيلا بعد جيلِ...
**************
ومن يقرأ غيري
وصيته
قراءة العاشق
مثليِ؟!
**********
 
 
 
 
 
 
 
فما أطال الليلَ
عدا، شوقٌ لي
فالقلبُ محرابي
والحبُّ إنجيليِ !!
**************
ليلي
زمان مكاشفة
روحي تعتلي
وغير إشراق ليلي
لا يَحْلُو ليِ !!
************
 
 
 
 
 
 
 
عيني تشكو
بحلول ليلي
من حَوَلٍ
وبصيرتي، بك، ليلي
تُشع كمشعلِ !
*************
أيا ليلي
أنت كوني العسلي
عسلي المذاق
واللون
وما حولي !!
امتداد ... في امتداد
بلا مَلَلِ
**************
 
 
 
 
 
فطولك بلذة سكون
حين يغلي!!
وطولك بلذة صمت
يفجر حدسي...
وقوليِ !!
**************
تسكرني روعة ليلي
فتُملي أملي !!
إشراق روح...
ووحي ذوق
قرنفليِ ...
**************
 
 
 
 
 
 
كلما أبرقت الروعة
في أفق نفسي
تَدَلَّى الابداع
بحبل....
وألف حبلِ !!
**************
فريد ...
غريب...
مذهل...
والحق كالجميل
سليليِ...
***********
 
 
 
 
 
 
 
يَبْسُطُ الأزل
في لحظة
كصقر ينظر
من علِ...
************
ليلي مساري
ومصير...
نفسي...
وباعث سبيليِ...
**************
 
 
 
 
 
 
 
وهل من سبيل
أحلى من ليلي
في كل بعد...
وحين...
بقليلِ ...
*********
شفاف ليلي
كشعاع براءة طفلي!
كحدس يذيب تَعْليلي
ويعجز دليليِ...
**************
 
 
 
 
 
 
أيا ليلي
دمت في امتداد
بروحي ...ونفسي... وحدسي
وفي كل آت...
مُقبلِ...
*********
أيا ليلي
عطائي رهين ظل ليلٍ
لا يَنْجَلِ !!
وفي امتدادك ليلي
تخدير جهليِ !!
*************
 
 
 
 
 
 
 
فلا بعدَ ...
ولا قبل!
إن هي إلا حيل!
وأوهام عقلٍ...
منفعلِ ...
***********
أنت... يا ليل
تمحو
قرف النهار
بأطراف السدول !!
نهار حقلٍ ...
وعقلٍ عليلِ ...
*************
 
 
 
 
 
تدغدغ روحي
كرغوة الأصل !!
وإلهامك لي
يشكلني...
حين أختليِ !!
************
فتشع ذاتي
حروفا
تفوح ... وتدلي
تحكي رقصة ذاتي
بلا نَعْلِ...
**************
 
 
 
 
 
كرقصة التكوين
في رَحِمٍ جليلٍ؛
يحرك أوتار ربابي ...
وطبلي وعودي
يصول ... بأركاني
ويشكل بديليِ
*********
أيا ليلي
حلكة الظلال ...
فيك مشيمة...
بلا حبل!!
مشيمة إبداع...
كنزوة جموح..
بِخَيْليِ...
**********
كدوامة صحراء
تبيض...
أهرام رمل !!
كثقب أسود
يعتصر الكون
يهدي سرمدا
حلاً...
وألف حلِّ...
************
كفورة "دجلة". ..
كتيار حياة ...
"نِيلِي" !!
كبهجة آذار
يداعب أول أبريل !!
كدوار النشوة
في ذروة الوصلِ...
**************
 
 
 
كرعشة ورد
مترنح...
ثملٍ ...
بِوصالِ
تَقْبيل النحلِ...
************
كدوامة الحدس
تَفُلُّ تروس العقل !!
عقلٌ...
يساجل ... يماري ...
عليلا!
يترنح من شللِ !!
***********
 
 
 
 
خصوبتي بك ليلي
مُخَصَّبَةٌ
من أولِ !!
وتحرير خصوبتي
يعلو ...
وَهْمَ التسلسلِ!
*************
تلقي بي في يمٍّ
بهيجٍ
يا ليلي
حيث رؤياي
مدخليِ...
**************
 
 
 
 
 
 
 
انت يا ليلي!
نافذة روحي...
لحرق أبعاد ساحلي !!
لنفي كل فصلِ...
**********
ظلك أيا ليلي
راقص...
بين الأحلام
والمقلِ !!
*********
 
 
 
 
 
 
 
 
وزمانك
يا ليلي !
لا يندي جبيني
من خجلِ...
************
وهل رعشة البهجة
يا ليلي!
ترقص
من وجلِ !!؟
*************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
فزمانك ليلي
رَاحُ رغوة الأزل ...
و حلولك...
في ساعي
يؤجل أجليِ !!
**************
© 2024 - موقع الشعر