مُحْيي الدّين ابْنُ عرَبي

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

مُحْيي الدّين ابْنُ عرَبي - محمد الزهراوي

مُحْيي الدّين
ابْنُ عرَبي
 
 
إنّها الأسْئِلة..
مِنْ أيِّ البِحارِ
أتيْتَ يابَحْر ؟
لِكَيْنونَتِكَ شُطْآنٌ
أفْتَرِشُها في
هذا الإيقاعِ.
بيْضاءُ ظِلالُكَ..
ما أنْآكَ عنّي
في الرّؤْيا..
بِجُبَّتِكَ الكَوْنِيّةِ
وَعُلُوِّكَ الهائلِ.
لا أحَد غيْرُكَ
يُضيءُ في
العَتَماتِ كالْهِلالِ
وَلا أحَد لا
يَذْكرُكَ مِنَ الأبْرارِ.
لَكَ الامْتِدادُ خارِجَ
الأسْوارِ والأسْيِجَة.
أنْتَ الحَفيفُ
في وادٍ..
فيكَ أراني حارِساً
عَلى البُسْتانِ.
أُحِسُّ حُضورَكَ
أشُمُّ ريحَكَ..
مِثل رَيْحانَةٍ
أ أنْتَ أنا ؟..
أُحِسُّ مَعي
شَخْصَكَ..
يا الغامِضُ الْمُشْتَهى !
أيْنَ أنْتَ ؟
أفي صُداحٍ..
أفي رِياحٍ..في
شَجَرٍ أمْ حَجَر ؟
أنْتَ باقٍ..
تَفْخَرُ بالكَلامِ ما
لَيْسَ طيناً..
صَبَواتُكَ امْرَأَةٌ
تَمْتَحُها مِن بَحْر.
باقٍ كِتاباً
مَفْتوحاً تَحْتَرِقُ..
تُمَجِّدُ الجَمالَ
حتّى الثّمالَةِ.
شاهِقٌ مَوْجُكَ
جامِحٌ تكْوينُكَ
الواسِعُ..
كَصَهيلِ ليْل.
أيْنَ تَمْضي أيُّها
الطاّعِنُ في
الْوُجْدِ تَنْزِلُ
أغْوارَ دُجىً ؟ !
كالْخُزامى عِطْرُكَ !
مُتَعَفِّفاً تَطْفو عَلى
وَرَقِ الخُلودِ النّدِيّةِ
لا تبْتَعِد..
فَوّاحَةٌ يَدا
أُنْثاكَ الْمَلِكَةِ وَأنْتَ
تَغْمُرُ فاها بالْقُبَل !
أتَتَشَرَّدُ حُبّاً..
لِتَرْتوِيَ الأرْض ؟
لَكَ الوَلاءُ يامَلِكاً
مَكْسُواً بِالشّمْس
مَخْفوراً..
بِالنُّسورِ وَالخَيْل.
أنْت هُوَ الضّوْءُ
يَجْمَعُني بِكَ
يالْعاشِقُ..
قِنْديلُ عِشْق !
وَتُزْهِرُ في جِهاتِ
غُرْبَتي كالسّفَرْجَلِ
في البَراري..
بِمَكْنونِ الأسْرار
© 2024 - موقع الشعر