أسْعَد النّاس

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

أسْعَد النّاس - محمد الزهراوي

أسْعَدُ النّاس
إلى
ناظِم حِكْمت
 
عاش ومات
مُتّشِحاً بالأحمَر..
مثْخَناً بِجِراح الحُب
مُنْحازاً لِلنّهار والنّهر
في عيْنَيهِ كلامٌ
وكلامٌ يعْني ناظِلوا.
هذا الواقِعُ
ليْس موْتي..
بلْ جرْحٌ بَسيطٌ
في القافِلَةِ..
هُو كما تَجِدُ الأمُّ
في لذّةِ الوِلادَةِ
ووَجْهُها..
بَشوشٌ طلْق.
ولكُم فيهِ عِبْرَةُ
الرّحيلِ عنْ
مباهِجِ الحَياة..
وأوصيكُمْ
فاسْتَمْتِعوا باللّحْضَةِ.
كان لا يهْتَمُّ
لِفُؤوسِ الأحْقادِ
الّتي لوّثَها الدّمُ..
كما قَميصِ يوسُفَ
بَل اسْتمَرّ بِهِمّةِ
فراشَةٍ يُقاوِمُ..
جَفاف الخَريفِ.
وأخيراً..
اسْتَلّوا روحَهُ
قالوا انتَهَتْ قِصّةُ
منْ كانَ
يَحْبلُ بِالفَجْر..
ترَكوا في
الأفُقِ ندْباً
دامِياً وانْسحَبوا.
ثوى ينْظرُ إلى
السّماءِ في عيْنَيهِ
حِكايَةُ قَصيدَةٍ لَم
تكْتَمِلْ وفي نفْسِهِ
حسْرَةٌ على أُغْنِيَةٍ
ترَكَها ناقِصَة.
سُرْعانَ ما جاءَ
البَياضُ الجَليلُ..
بِمِعْطَفِه الكشْميرِ
وتوَلّى غِطاءَهُ .
بيْنَما اسْتمَرّ
الأحْمَرُ القاني
كنَبْعٍ أصيلٍ يُقاوِمُ
ويُقْسِمُ أنْ لنْ تتَوقّفَ
العاصِفَةُ عَلى
الطُّغاةِ وطلَقاتُهُ.
أُناحيكَ..
ايُّها الأبُ
الأحْمَرُ.
فأنْتَ الّذي
أُناجيكَ مِن فوْقِ
القِلاعِ معَ
النّوارِسِ أيُّها
المُفْرَدُ الجَمْع.
© 2024 - موقع الشعر