أُُغْنِيَة لِصَدى النّهار

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

أُُغْنِيَة لِصَدى النّهار - محمد الزهراوي

أُغْنِيَةٌ..
لِصَدى النّهار
 
تذَكّروا هذا
الْجُرْحَ مِنّي
هوَ رُؤْيا..
منْظومَةٌ شِعْراً
وَأنا السّاهِرُ..
صَداقَتي لهُ
وَحُبّي لِنَهارٍ
آخرَ سَليلِ
الشّموسِ يَتقَدّمُ.
أنْظروا..
ما أحلاهُ!
كأنّ البَهاءَ
قُدومُه الْخُرافِيّ.
وَهُوَ هُنالِكَ..
رُبّما يُصَلّي
بالْجَماعةِ خَلْفَ
الْغُيومِ أوْ لَرُبّما
يحْلُمُ بِنَبيذِ الوَطَنِ
بِأفْراسِهِ البَرِّيّةِ ..
بِامْرَأةٍ قمْحِيّة
البَياضِ مِثْل أُمّتِهِ
وَبِمَراعٍ كوْنِيّةٍ وَشُموس.
أُبْصِرُهُ كَما فِي
الْملاحِمِ رائِيّاً وأنْشبْتُ
أظافِرَ عيْنَيّ فيهِ..
شرِبْتُ مِن شَرابِهِ
ذوْقُهُ ذَوْقي
ويَتجَمّعُ فِي صَوْتِي.
يتَأبّطُ النّورَ
وَرُؤاهُ الأسْطورِيّةُ
عَلى الذُّرى!
يتَحَسّسُ فِيَّ
الدّرجاتِ فِي الظُّلْمَةِ
وَيُسافِرُ دونَ..
مَحطّةٍ إلَى السّماءِ.
آتٍ يُزيحُ الْحِجارَةَ
يُريدُ أرْضاً..
عذْراءَ لا غُرْبَةَ
فيها وَلا مَنْفى.
أعْرِفُه يَشُقُّ عُبابَ
الْبِحارِ صَوْبَ مرْفَأٍ
لَهُ فِي أعْماقي.
أراهُ كأَطْلَسٍ..
بَعيدَ الأشْواقِ وَالْعِشْقِ
والعَيْنَيْنِ خلْفَ
الرِّياحِ والْجِبالِ..
أتَقرّاهُ صَفْحةً صفْحَة.
أتَهَجّاهُ فِي الأبجَدِيّةِ
وَأتأَبّطُهُ فِي هذا
الْهَرَمِ مِثْلَ كِتاب.
مِنْ آياتِهِ ..
لَهُ أيادي الْماءِ
وهَيْأةُ الْخَضِرِ..
يَبُثُّ حَبيبَتي
هَواهُ دونَ حَياء.
وقَدْ رسَمْتُ وَجْهَهُ
المائِيَ أتَرَوْنَ أنْهارَ
بَسماتِهِ الْقرْمزِيّةِ؟
يَهْذي بِكِ..
وَيَهُزّنِي يا أُمُّ.
يتَكلّمُ الْفُصْحى
يَقولُ الشِّعْرَ..
وَجَذّابٌ كَنَبِيٍّ
فِي أحْزانِهِ الكَوْنِيّةِ.
هُوَ قُزَحٌ..
حَيٌّ يَرْبِطُ بيْنَ
الشّرْقِ وَالْغرْبِ
وَمَنارَةٌ عَلى
أطْرافِ الْمُدُنِ.
يَنْفخُ كالرّيحِ فينا
مِزْمارَهُ الأُورْفْيونِيَّ
وَيُمْطِرُنا بِعِشْقِ عيْنَيْهِ
شِتاءاتِهِ وأغانِيَهُ.
لِماذا فاحِشاً يَغيبُ..
أَفَتَنَتْهُ الْمَجاهِلُ ؟
يهُزُّنِي وَكَأنْ لَمْ تَعُدْ
بَيْني وَبَيْنَهُ مَسافَةٌ.
وَلَكَأنّي أُبْصِرُهُ
أوْقَريبٌ مِنْهُ..
مِثْل إلهٍ فَلا
تبْتَعِدْ أيّها التّوْأَمُ.
تَعالَ تفَقّدْ
فينا بَقايا..
أطْلالِ أنْدَلُسٍ
ورَمادَ الْعِشْقِ.
أنْظُروا ذاكَ..
قُدومُهُ يَهُزّنِي
فِي تنَهُّدِ الْقصَبِ.
فلا تبْتَعِدْ..
تأخّرْتَ عَنْ
غادَةٍ تنْتَظِرُ أيُّها
الفاتِنُ بَسماتِكَ
العِذابَ..
وَتَهَتُّكَكَ الْبَحْرِيّْ.
لا تَبْتَعِد فِي تَآويلِ
الْمرافئِ والأقْدار.
وَقلْبي علَيْكَ..
يا لْمأْخوذُ بالأقاصي
فِي انْتِظاريَ الطّويلِ
وبَقِيّةِ حَياتِي.
انْتَظِروهُ مَعي
هُوَ إِمامي!..
تُزْهِرُ الْوُرودُ فِي
خطْوِهِ والْوُعودُ
فِي أحْداقِهِ.
لَهُ الْخُلودُ..
وَلَوْ بالشِّعْرِ أوْ
عَلى الأقَلِّ بِقَلَمِيَ
العَتيقِ حتّى لا
تَحْتَجِبَ الشُّموسُ.
وَسَوْفَ أجِدُ..
شِفاءً لِدائيَ فيهِ.
تأخّرَ..كما لَوْ
كانَ فِي خلاءٍ آخَرَ
بِلا وطَنٍ وَلا خالِقٍ
أوْ لِيَجْلبَ لَها..
إرَمَ أوْ جَنّةَ عَدنٍ
أو سبَتْهُ نَجْمَةٌ تائِهَة
لِيَتَزوّجَ بِها..
فِي الْملَكوتِ.
يشُدّنِي وَلَسْتُ
الْوَحيدَ الذي ينْتَظِرُ.
عيْني علَيْهِ وَأتَمسّكُ
معَهُ بِما هُو أبْعَدُ
مِمّا وَراءَ
الآفاقِ وَالبِحارِ.
© 2024 - موقع الشعر