قَصيدَة اللّيل

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

قَصيدَة اللّيل - محمد الزهراوي

قصيدة الليل
 
31/05/2013
 
إلى ياسِر
 
وا حَرّ
قلْباهُ مِمَّنْ
قلبُه وَرَمُ أوْ
رُبّما ..
كَبِدُهُ عَدَمُ
راحَ مِنّي !
ضاعَ..
وَلَدي ياسِر.
راحَ مِنّي..
فِلْذَةً فِلْذَة.
راحَ وَكَأنْ لمْ
أرَ وجْههُ في
المهدِ صَبِيّاً أوْ..
وهُوَ فَتىً
في السّرير.
حيْثُ صَغيراً..
وَراءَ البُعْدِ البَعيدِ
جرَفتْهُ المَهاجِرُ.
راحَ مِنّي فلَمْ
أشْهَدْ عُرْسَهُ..
كأنّما هُو ماتَ
في حرْب..
وقَدِ اسْتشْهدَ.
ضاعَ مِنّي وَلمْ يأْخُذْ
كِفايَتهُ مِن حُضْنِ
أُمِّهِ أوْ نَصيبَهُ مِنْ
عَبيرِ الْوطَنِ.
ياسِر؟..
هُوَ عِنْدي كِتابُ
الليْلِ أقْرأُهُ فيهِ
أثْناءَ الليْل.
ومِنْ حُسْنِ حَظِّيَ
هُو نائِمٌ مَعي..
في قَصيدَةِ الليْل.
وكَثيراً ما أخْلو
إلَيْهِ كأُسْطورَةٍ
أو أتَخيّلُهُ في
القصيدَةِ كَما في
مِرْآةٍ أوْ أقولُ..
قدْ يَأْتي مِنَ
الجَنوبِ أوْ..
مِنَ الشّرْقِ وأذْهَبُ
إلى الْمَحَطّةِ لعَلّهُ
يَأْتي في قِطار؟
لا أعْلَمُ كيْفَ سيَنْرِلُ.
بارِداً أمْ ساخِناً..
مَليئاً بِالنّدَمِ
أوْ بِالشّوْقِ ؟
انْتظَرْتُ
دهْراً كامِلاً
ولمْ يأْتِ ؟..
فانْخَفضَ ضَغْطي
ولمْ أسْتَطِعْ
مُغادَرَةَ الْمَحَطّةِ.
قلْتُ رُبّما تاهَ في
مُدُنِ الجَليدِ..
انْجَرّ يُفَتِّشُ عَنِ
النّبيذِ أوْ راحَ كَما
معَ الْجَلْجَميشِ يبْحثُ
عنْ أُكْسيرِ الشّبابِ
وعُشْبَة الْخُلودِ.
أوْ سافَرَ دونَ وَعْيٍ
.إلى النُّجومِ.
ياسِرْ كَلِمَةٌ شَرِسَةٌ..
لَيْلٌ شاسِعٌ بِداخِلي
وَاسْمٌ آخَرُ لِنَهارٍ
آخَرَ أنْتَظِرُهُ..
وَلا يَجيئُ أوْ يَعْبُرُ
إلَيْنا بَحْرَ الظُّلُماتِ.
أوْ تبَخّرَ في
الْمحَطاتِ ما
قبْلَ الأخيرَةِ .
بَقِيَ لي مِنَ الْعُمْرِ
نَسْمَةٌ ولَمْ يَصِلْ.
وإنْ زارَنا ..
أثْناءَها ياسِرْ
أكيدٌ سَيُزهِرُ
بِمَجيئِهِ الْعالَم.
 
هاريسبوك/بينسلفانيا
أميريكا
© 2024 - موقع الشعر