التّائِه

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

التّائِه - محمد الزهراوي

التّائِه
 
ويُعابِثُها..
صوفِيّةً حيْثُ
تَرْعى..
أَيائِلَ الْماءِ .
غَماماً تَسْقيني
كُلَّ صَباحٍ..
أنا لَغَطُ النّهارِ
يَصيحُ عالِياً..
بَحْثاً عنْ وطَنٍ الفجْر.
أنا مِثْلُكَ سَيِّدي
غَرَقْتُ مَعَها..
حتّى الخاصِرَةِ
في صَخَبِ الْيَمّ.
بَدَأْتُ مَعَها مِنَ
السُّكونِ مَعَ
إناثِ النّهْر..
جِئْتُ مِنْ
فَجْرِ أرْدافٍ..
في ضَوْئِهِنَّ.
مِنْ كُوى أُخَرَ..
في أقاليمِ اللّيْلِ
وَمِنْ ما..
وَراء التُّخومِ.
غَسَقِيٌّ..
قَدُّ ها البَحْرِي.
هذِهِ امْرَأةٌ
مِنْ حَمام.
هِيَ رُؤايَ..
بِأرْدافٍ ذَهَبِيّة!
ما زِلْتُ أُحَدِّقُ
بِاحْتِشامٍ مِثْلَما
تَرَوْنَ في
آلائِها الكَوْنِيّةِ.
وتَبْدو كَما في
الأحاجي والأساطيرِ.
تَجْري وَتَجْري..
لَها حماقاتُ النّهْر.
مَنْ تُرى في
انْهِياراتي..
يَمْسَحُ عَن
وَجْهِها التّعَبَ.
الآنَ غادَرْتُ
قَوْقَعَتي أتَشَرّدُ
تائِهاً في
الْمابَيْن بِأرْضِ
أحْلامِها الْواسِعَة.
إذْ رَمَتْني الشِّباكُ
وَلَفَظَني
الْمَوْجُ همّاً.
راحَتاها
السُّهوبُ مُعْشِبَةٌ
وَلا تُمْلَلُ.
هذهِ وَعْلَةٌ
مِنْ زَعْفَرانٍ..
مِنْ فيها سُقيتُ
عسَلَ الرّوحِ..
قَدَحاً إثْرَ قَدَحٍ!
هذا انْتِصاري
عَلى غُرْبَتي وَعَلى
رِياحِ الْهَوى..
كَنَهارٍ فَخْم.
وَلأِ نّني مُتّهَمٌ
باللآتي تُعابِثُني الْعِبارَةُ
في ملَكوتِ الْحُزْن.
يومِيءُ إلَيّ الْهُيامُ
وَعَبيرُها يَتْبَعُني!
أُكَلِّمُ عَنْها
الْفَراغَ وَأنا..
مِنْها في الْعُمْق.
أيُّها الْقَتْلى..
أيّتُها الشُّعوبُ
ياعابِري سَبيل..
إنْ كُنْتُم
تَموتونَ عَطَشاً..
ها ظِلُّكُمْ
في قَيْثارَتي.
فَإذا اضْمَحَلَّ
الظِّلُّ..في كُلِّ
الْحَواري لَها
ضَوْءٌ وَظِلّ.
وَلْتَشْرَبوا
مِن أهْوائِيَ..
أنا بِالدُّموعِ
أهْمِزُ الْوَقْتَ إلى
أنْدَلُسِ الغِياب
وَاللّهُ لي..
وَلِلظّاعِنينَ مَعي
إلى وَطَنِ السُّكْر.
إلى آخِرِ
السّواحِلِ..
أمْتَطي طَلْقَتَها
الْفَجْرِيّةَ الْهارِبَة.
كُلُّ نّهاراتي في
فَلَواتِها الْعارِيَةِ
فَلْسَفَةٌ..
وَهَنْدَسَةٌ
وَرِياضِياتٌ..
حَتّى أفْتَحَ
الأبْوابَ لِحَمامِها
الطّائِرِ..
مِنْ جَسَدي!
وَكَكَوْبٍ يَهْوي..
أوْ مِثْلَ
الإلهِ أطْلَس..
أنْحَدِرُ إذا
هبَطَ اللّيْلُ إلى
جِنْسِها البِكْرِ
وَأبْدَأُ معَها في
الصَّهيلِ الْمُشاعِ .
إذْ دائِماً تَفْتَحُ
لِيَ أبْوابَها الّتي
لا.. لا تَنْتَهي
كطاغِيَةٍ..
على مَصاريعِها
الْجُلّى..
© 2024 - موقع الشعر