العذراءُ والقلم التائه! (تدعو إلى العنوسة) - أحمد علي سليمان

عذراءُ زلتْ بها - في الغفلة - القدمُ
قد اشتكى هزلها القرطاسُ والقلمُ

لا تملك الحق وضّاحاً فتكتبه
وليس في رأسها نورٌ ولا قيم

تُعبّئُ الزيفَ غضاً في مجلتها
وتفتن الغيدَ ، في تزويرها نغم

على الغلاف تبدَّى وجهُ غانيةٍ
وفي المجلة كم قبح له ظلم

كم من قواصمَ تطفو فوق صفحتها
والموجُ يمكو على البلوى ، ويضطرم

طغى الهُراءُ على أفكارها فغوتْ
لولا الغواية ما زلت بها القدم

تهوى العزوبة ، لا ترضى بها بدلاً
وليس تُعجب ما قالت به الغنم

حب الحليل بدنيا الله سُنتنا
وفق الشريعة ، لا خلف الذين عَمُوا

تاهَ اليراعُ ، وأنتِ اليوم حائرة
صَمّاء شاخصة الذكرى كما الصنم

بَكماءُ عن قول حق في بني لكع
وليس عندكِ في كيل الخنا بكم

عذراءُ تُولج - في حواء - إبرتها
وتنفث السم ، يُخفي نارَه الدسم

تُعلمنُ الفكرَ ، لا تخشى غوائله
يَضيعُ في غيِّها الأعرابُ والعجم

إني أسائل مَن - في التيه - قد سقطتْ
أما اعتبرتِ ، وقد عم القرى الضرم؟

توبي إلى الله ، إن الرب مُطلعٌ
أملاكِ دهراً ، ويوماً منكِ ينتقم

ما أحلم الله ، قد أملى لمن ظلموا
هو الرحيم ، وذو الإكرام ، والحَكَم

© 2024 - موقع الشعر