أيها التائه في درب الحياة - وليد الأعظمي

أيها التائه في درب الحياة
غافلا يمشي على غير هدى

يتباهى بالمعاصي والفجور
ويقيم الليل في حان الخمور

غارقا بالإثم والوزر الكبير
قم وتب لله من قبل الممات

أي عذر سوف تبديه غدا
عد إلى الله بقلب خاشع

وادعه ليلا بطرف دامع
يتولاك بعفو واسع

ويبدل كل تلك السيئات
حسنات أجرها لن ينفدا

كل هذا العفو للعبد المنيب
سانعا من خالق الكون الرحيب

للذي تاب إليه من قريب
وإلى الله أقام الصلوات

ولغير ربه ما سجدا
موسم التوبة وافى فاغتنم

فرصة الإيمان من قبل الندم
نعمة الإيمان من كبرى النعم

فاغتنمها وتقدم بثبات
واستقم لله تعط الرشدا

تزدهي الأرواح في شهر الصيام
ويغشيها سرور وسلام

ويفيض القلب نورا وابتسام
وبذكر الله يجلو الظلمات

مطمئن البال يحيا رغدا
تحية المرأة المسلمة

بنت الهدى أيتها الراشده
لا زلت في درب الهدى صاعدة

سيري إلى العزة في موكب
يهتف بالرسالة الخالدة

رسالة الاسلام لا غيره
من فكر أو نظم فاسدة

يزحف للمجد وراياته
على سمو شأنه شاهده

يعيد للأمة عنوانها
حتى تفيق الهمم الراقدة

ويبعث العزم بشبانها
ليتبعوا جموعها الحاشدة

أختي وللاسلام أنواره
تشع رغم السحب اللابده

تضيء للركب دروب العلى
بأعين مبصرة ناقدة

لا ترتضيها فكرة فجة
شوهاء أو عقيدة جامدة

لا تعرف الكذب بمنهاجها
وسيلة للغاية الماجدة

ولا ترى العنف سبيلا إلى نشر معانيها ولا حاقدة
تؤمن بالخير ولا تبتغي

كغيرها مغانما بارده
تصارع الشر وأصحابه

ومن يوالي النظم الوافدة
وتمحق الظلم وأسبابه

بهمة صارخة صامدة
أقوى من الظلم ومن أهله

لأنها واعية راشدة
تعرف ما ينويه أعداؤها

فلم تكن سادرة سامدة
ما آمنت إلا بقرآنها

عقيدة خالصة خالدة
عافت هواها لهوى دينها

راضية شاكرة حامدة
ومذبذبين سمعت منهم قالة

تدع الحليم بخفة السفهاء
يتنطعون وما بهم من عاقل

يتلونون تلون الحرباء
يرجون من أعدائنا سلما لنا

هذا لعمري منطق السخفاء
أين السلام وأين منه مبادىء

مثل السراب يلوح في البيداء
أين السلام وأين منه مبادىء

قامت على العصبية الحمقاء
أين السلام أفي مجازر قبية

أم في مذابح تونس الخضراء
أم في الجزائر حيث لم يبقوا بها

بيتا بغير مصيبة وبلاء
أم في ربوع القدس يا أنصاره

حيث الدماء هناك كالدأماء
أم في ربى كشمير حيث الفتنة

عمياء تلو الفتنة العمياء
نهرو يؤجج نارها بوقاحة

ويروح يدعو الناس للاطفاء
لا نرتجي الاصلاح من متعبد

للثور أو للنعجة الحرباء
لو كان ذا خير لحرر نفسه

من تلكم الوثنية الخرقاء
لسنا نريد السلم بل سنعافه

للأغبياء العالة الجبناء
سنعافه للبوم ينعب في

الدجى سنعافه لوطاوط الظلماء
للقابعين الخانعين من الونى

للقرد للديدان للببغاء
المجد يدرك بالحديد وبالدما

لا بالكتابة عند كل خلاء
© 2024 - موقع الشعر