القلم التائه في عالم العميان - أحمد علي سليمان

إن اليراعَ - بما أودعته - انفعلا
وكل أمْر أنا أمَرتُه امتثلا

لمّا يذرْ - في سنا التبيان - خردلة
إلا وجاد بها - للقلب - حين تلا

حتى شدا الشعرُ - في الدنيا - بتجربتي
وأيقظ العزمَ ، والإحساسَ ، والأمَلا

ولم يدعْ خاطري - في الوهم - منجدلاً
يجترّ خذل الورى ، ويُكثر الجدلا

يلوكُ ما صنعوا - في الدرب - مِن شُبه
ويُنفق الزيفَ والنفاق والزللا

حتى رأيتُ يراعي تائهاً أبداً
والشعرُ أمسى - بما يناله - ثمِلا

فالهم أذهبَ رُشداً كان يجعله
بين الأنام جواداً ماضياً بطلا

قلاه أغلب مَن - عن محتواه - عمُوا
لأنه قد قلا التقبيح والغزلا

ولم يُطوّع لطاغوتٍ مبادئه
ولم يُدَلس ، ولمَّا يُحسِن الدجلا

ولم يؤلهْ سوى الرحمن خالقنا
والله باركهُ ، لذا له عملا

لم يدّعِ السلم نهجاً ، ثم خالفه
شأن الذي - عن عُرى إيمانه - انفصلا

من أجل ذلك مَلّ القومُ صحبته
وأحقرُ الناس مَن - في جده - هزلا

إن كان أغلبهم قد باع مِلته
وكل ركن من الإسلام قد جهلا

فلا يُلام إذا قلا القريضَ ، فلم
يقرأ ليستنبطِ الدروسَ والمُثلا

تاه القريضُ بأعمال الذين شَقوا
وذات يوم لقد يُعالج الخللا

© 2024 - موقع الشعر