نبراسٌ في عالم العُميان! (أنور الجندي) - أحمد علي سليمان

شمسٌ – على الدنيا – أطلتْ تبسُمُ
ويراعة – في جيلنا - تتنغمُ

وقريحة فاضت - على داري - هُدىً
وعزيمة - لجراحنا - تتألم

وطلاوة فاحت أريجاً يانعاً
في عالم الذكرى تفيد ، وتخدم

وبسالة في وجه كل معربدٍ
لم يلو همتها الأبية درهم

وشجاعة بخل الزمانُ بمثلها
ولواؤها – فوق البسيطة - يبسم

وتعففٌ عن عِرض كل موحدٍ
وترفعٌ أصداؤه تترنم

يا (أنور الخيرات) نهجك واضحٌ
فعلى جوانب ما كتبت البلسم

أعطيت حتى قد رفعت لواءنا
عاش الهُمام ، وبعد عاش المِرقم

أهدرت جهد العابثين جميعهم
وعلى يديك رمى السلاحَ الديلم

وكذلك المستشرقين سحقتهم
وكبيرُهم – عند الكريهة - يُبلم

وأريتهم يوماً بهيماً كالردى
متسرمِداً كالليل ، بل هو أظلم

وكشفت ما قد ألبسوه على الورى
وعزيفهم داجي السخيمة حُلكُم

ورجمت ناقوس الألاعيب التي
صاغ الضلالة - من ثراها - المجرم

وفضحت أرباب الهُراء وحزبه
وأبنت مَن لخطا الهوى يترسم

وطعنت خاصرة الضلال وأهله
فهُمُ الخِرافُ ، وأنت أنت الضيغم

وكتبت أسفاراً تُفنّد مكرهم
حتى رأينا عِيرهم تتبرم

يا أيها الجندي حبك في دمي
يسري ، وفكرك – في فؤادي - سيجم

أنا لست أمدح ، إنما الحب اعتلى
متن اليراع ، له اشتياق مُغرم

أحببتُ أهل الحق ، أهوى قربهم
والجاهل المذموم عنهم يُحجم

أمسي وأصبح في ضيافة علمهم
والنيل منهم – في اعتقادي - يَحرُم

فهمُ المصابيحُ التي تمحو الدجى
وهمُ السنا إن جنّ ليلٌ أسخم

وهمُ صِمامُ الأمن إن جار العِدا
وهمُ الرخا إن حل يومٌ أيوم

وأراك فيهم شمسَ عز تجتني
غي الحمير ، فتستكين وتهزم

كنتَ الحسامَ يُبيد فعل سمومهم
وتصد مَن يهذي ومن يتجهم

إني أحيي فيك نجماً ساطعاً
في عالم الصم انبرى يتكلم

فأضاء عالمهم بعِطر كلامه
وأبان درب النور كي يتعلموا

وأزال من آذانهم صمم الهوى
وأهاب بالجبناء أن يتقدموا

لم يخش طاغوتاً يُخيف بسجنه
بل كان يقمع من يُضل ، ويرجم

لم تغره الدنيا بزخرفها الذي
صرف العِباد عن الهدى ، فتشرذموا

حيّاك ربك من غيور مخلص
وجزاك - عما قد بذلت – المُنعم

© 2024 - موقع الشعر