دمعة تأبين على أنور الجندي - أحمد علي سليمان

رحيلكُ خمَّشَ – اليومَ - الجراحا
وصبَّغ بالبليَّات الصباحا

وأدمى أعيُنا بالدمع جادتْ
تُودِّع بالبُكا القمر اللِّياحا

على رجل تمسِّك بالمعالي
وقد جعل الإباء له سلاحا

وأرسى قيمة في إثْر أخرى
وحارب بالهُدى الكفر البَواحا

وجاهدَ مَن يناوئ مستهيناً
بدين الله ، واستبَقَ الكفاحا

وناضل باليَراع ، ولم يجاملْ
وبيَّن للورى الحق الصُّراحا

وأعطى الجيل تجربة تسامت
ورسَّخ في مقاصده الصلاحا

وفنَّد ما تعاظم من أحاج
وكسَّر في المُجالدة الرِّماحا

ولم يترك لمُبتدع سبيلاً
ولم يُطلق لمُعترض سَراحا

ولم يَخذُل شريعته بتاتاً
بل اصطحب الأَسِنة والصِّفاحا

وبارز وحده زُمر الأعادي
ومَن غَمَز الحنيفة واستباحا

مِن المستشرقين وتابعيهم
ومَن عن غيِّهم حامى ولاحى

فأبطل سِحرهم في كل وادٍ
وحقق في المواجهة النجاحا

فجازاهُ المُهيمنُ كل خير
ونال هناك في الأخرى الفلاحا

ورحمة ربنا المولى عليهِ
كثيراً ما غدا طيرٌ وراحا

© 2024 - موقع الشعر