دمعة وداع! (تأبين جاد الحق علي جاد الحق) - أحمد علي سليمان

علي رحيلك دمعُ العين ينسجمُ
ودمعُ قلبي على شيخي الجليل دمُ

أرثيك ، والنفسُ تُدميها كآبتها
إذ أوهنتْ عزمَها الأرزاءُ والنقم

وللخواطر ترجيعٌ يُصبّرها
على الجراح متى تُشفى وتلتئم؟

وللسان تسابيحٌ وحوقلة
تجْري عليه ، فقد أودى به الوَضَم

وللعواطف آهاتٌ وهينمة
والبؤسُ في قسَمات الوجه يرتسم

وبالأحاسيس أشجانٌ تُسربلها
حتى استبدتْ بها الأحزانُ والغمَم

ولستُ وحدي الذي أبكيك مُحتملاً
مٌرّ البكاء ، ودمعي عارض عَرم

بل الملايينُ تبكي فقدَ عالمها
بأدمُع من جوى المأساة تنسجم

علمتنا شِرعة الإسلام واضحة
وذدْت حتى يسود المَنهجُ اللقم

وجُدت بالعلم والتعليم مُحتسباً
وكل ما قلته بالفضل متسم

وقدت زمرة أهل العلم في بلدٍ
فيهِ تعددت الأسماء والسيم

وخضت (بالأزهر) الوضاء ملحمة
ومصرُ تشهد والأعداء والأمم

وقلت كِلمة حق للألى ظلموا
من أن ظلمهمُ يوم الجزا ظُلَم

وعشت تحمل همّ الدين مجتهداً
فإن قلبك بالرحمن معتصم

وهمّ غيرِك أموالٌ يُكدّسُها
وهمّك العلمُ والإسلامُ والقِيم

وكم كتبت لنا الأسفارَ قيمة
كالعقد لؤلؤه الفضيّ منتظم

أما الفتاوى فكم أفتيت مَن سألوا
تهدي الذين عن الحق المبين عمُوا

واليوم يا شيخنا فرداً تودّعنا
ليرحم الشيخ ربٌ واحدٌ حَكم

وثبَت الله مَن تراثه حفظوا
فطبقوا نصّه من بعدما علموا

© 2024 - موقع الشعر