في تأبين زعيم الأمة العربية - أحمد بن يوسف الجابر

خطبٌ ألمَّ فمال عرشُ الضادِ
والحزنُ عَمَّ فسال منه الوادي
يا عاهلاً عمّ الأسى لفراقهِ
من كان حاضرَ عقرها والبادي
واهتزّ عرشٌ للعروبة واكتسى
وجهُ البسيطة يومَها بسواد
خلتِ المنابرُ والمحابر وابتلى
سوقُ المكارم بعدها بكساد
قطبَ السياسة والكياسة والعلا
أنتَ المنير لحوكها والسادي
مَن ذا يُرجّى للشدائد، ساقها
سيلٌ من التهديد والإيعاد
حامتْ أساطيلُ العدا من حولهِ
وأتتْه من قرب ومن أبعاد
فرأتْه طوداً شامخاً في أوجِهِ
صعبَ المنال وثابتَ الأوتاد
عقم الزمانُ فلن يجيء بمثلهِ
أمُّ الصقور قليلةُ الأولاد
ولقد حللتَ من العروبة كلها
عينَ السواد وفلذةَ الأكباد
قامت مآتمها عليكَ وأصبحتْ
لبستْ عليكَ أسًى ثيابَ حِداد
هزّتْ شعوبَ الأرض لذعةُ حزنهِ
فأتتْكَ مُهرِعةً بغير فواد
ظنّوكَ معجزةً تدوم وما درَوْا
ريبَ المنون يقوم بالمرصاد
يا أمةً فقدتْ جمالَ جمالِها
وكمالَ بهجتها وفخرَ النادي
لا تيأسي روحاً فتلك حياضُهُ
يُشفَى الأوامُ بها وتروي الصادي
ما مات من أبقى لكم من سيلهِ
حقلاً من الإصدار والإيراد
هذي مبادئه وتلك خطوطها
داعي الفلاح على الطريق ينادي
قد أخصبتْ أرضٌ، «جمالٌ» غرسُها
فأتتْ.. بكل مشمّرٍ نهّاد
صعبِ الشكيمة لا يُرام جنابهُ
وشهابِ كلّ مُلمّة وقّاد
في ذمّة الرحمن عاهلُ أمةٍ
ضربَ المنونُ عليه بالأسداد
© 2024 - موقع الشعر