طاب الزمان و عمت الآلاء - أحمد بن يوسف الجابر

طاب الزَّمانُ وعمَّتْ الآلاءُ
نذرُ المعالي حانَ منهُ وفاءُ
وتجددت نِعمٌ تضاعف حصْرُها
لا يُستطاعُ لعدِّها الإحصاء
مِنَحٌ من المَولى توالت هل ترى
أنَّا نُقيمُ لشكرِهنَّ أداء
فالشَّعبُ يَرفل في قشيب ثيابه
ويجرُّ ذيلَ فَخارهِ خُيلاء
والأرضُ مشرقة الرُّبا مُخضَرَّةٌ
مهتزَّةٌ وربتْ بها الأنداء
وكذلك الريَّانُ وارفُ غُصنِه
مُتمايلٌ طابت لهُ الأفياء
والطَّيرُ يهتِفُ في الغُصونُ مُغَرِّداً
من بُلبُلٍ صدحتْ له ورقاء
مرحاً بصحتِكَ التي هي رمزُهُ
إذْ أنتَ منه دواؤُهُ والدَّاء
صحَّتْ لصحتِكَ المعالي إنها
خِدْنٌ تقاسَمَ عهدَهُ سُجَراء(1)
أنتَ الذي عَظُمتْ علينا منَّةٌ
بشفائه وانجابت الظَّلماء
فُقْتَ البريَّةَ سؤدُداً وسَماحةً
يا واحداً عَزَّتْ لهُ النُّظراء
تمشي البَراحَ إلى العُداةِ مُجاهراً
لا رهبةً منها ولا استخذاء
بل بالصَّراحةِ إنَّها رمزُ العُلا
يا عاهلاً يزهو به استعلاء
وإذا المشاكلُ لا يُحلُّ عويصُها
بينَ الورى وتضاربت آراء
أطلعتَ من فَلَك العزيمة ثاقباً
متألقاً تخبو له الأضواء
فانجابَ غيهبُها وبانَ خفاؤها
بعد العياء وأخفق السُّفراء
© 2024 - موقع الشعر