على شرفة الذكريات - فادي مقدادي

ساءت تصاريف الزمان دوائي
حتى شكوتُ مصيبتي أعدائي
قد قلت أحتمل الفراق وليتني
كُسرتْ يميني إذْ بقيتِ ورائي
وتركتك ورحلت نحو وساوسي
تباً لنفسٍِِ تستلذ عنائي
زهراءُ إني في فراقك باكياً
ويظل رسمك ماثلاً بسمائي
ماكنت أحسب أن حبك مؤلمي
قد قضّ نومي واستثار صفائي
ماكنتُ أحسبُ أن تكوني وردةً
والكلُ شوكٌ يابسٌ بفنائي
إني أرى الزهراء تزهو بليلتي
وبسهرتي ، وبسترتي ، وردائي
ماغبت عني لحظة ألهو بها
أنت الهوى والماءُ أنتِ غذائي
أنتِ البلادُ إذا الحنينُ يشدني
أنت اللقاءُ إذا يطول جفائي
أنتِ إذا ناح الحمامُ أنيستي
ضوء النجوم بليلتي السوداء
عيناك سحرٌ ، وهو سحرٌ محرّمٌ
والرمش سيفٌ صارخ الإغراء
وببسمة الشفتين إني مغرمٌ
من صفّ لؤلؤ أستمدّ عزائي
وإذا تحدرت الخدودُ بحمرةٍ
أخجولةٌ أنت من الإطراءِ ؟
لا ، لا عليك فإنني أنا بارعٌ
خداك كالتفاحة الحمراءِ
والجيد يعبق بالروائح والشذى
عبق الشذى قد فاح بالاجواء
وظفائرٌ كانت لها أسطورةٌ
سرقت شعاع البدر في الظلماء
حتى يقال بأنه شمسٌ لنا
فسلبته فاغتاض في العلياء
إنْ كدت للقمر المنير فما أنا !
حواء ياوجلي من الحواء
فلتعلمي يامقلتي أنْ ليس لي
الا بقربك غبطتي وهنائي
فلكِ الفؤاد إذا أتتكِ قصائدي
وضياءُ عيني ذا أقلّ عطائي
والعذرُ كل العذر اني عائدٌ
قد طاف بي زمني وطال جفائي
هي ذي تقادير الزمان وقد أرى
أنْ ليس لي الا قبول قضائي
فلكِ الفؤاد وما به من لجّة
ولك الوفا ، فلتهنئي بوفائي
***
الشاعر فادي مقدادي
dafada30@yahoo.com
© 2024 - موقع الشعر