غريـــــــب - فادي مقدادي

هو ذاك يجلس وحده متشائماً بيديه يرسم لعبة الأرقام ِ
 
ملّ الفراش سكونهُ فبيومهِ يحتاج ألف علامة استفهام ِ !
 
فعيونهُ تبكي بغير مدامع ٍ جفّت منابعها مع الأيام ِ !
 
ما إن ترى عُقد الهموم بوجهه ِ مظلومُ ينظرُ لحظة الإعدام ِ !!
 
هو سيد الأحزان ! بل هو ذاتها وفؤاده نبعٌ من الآلام ِ
 
يبقى يحاكي طيفهُ ودخانهُ مثل الجيوش بحالة استسلام ِ !
 
ياسيد الأحزان كيف استُبدلت لغة العيون بلهجة الأنغام ِ ؟!
 
ولظى وجمر الحب اضحى جُلّداً والنور في جنباتكم لظلام ِ !
 
حتى غدا يوم التلاقي كذبة ضرب من الآمال والأحلام!
 
ياسيد الأحزان ياوطن الأسى! ياغرفة الهذيان والأوهام!
 
يامن لك الأحزان تحني هامها هلاّ جمعت شتاتك المترامي؟1
 
هلاَ استعدت اللبّ قبل ضياعه ِ ثملٌ ! طريحٌ ! دون أيّ مُدام ِ !
 
ياكلّ من وشم الفراق جبينُهُ ! وبنارهِ أردى القلوب دوامي !
 
إنّ الحياة سعادةٌ ومحبةٌ فاقنع بها ! تعلم صحيح كلامي !

مناسبة القصيدة

في غربة قاسية كما الصوان الصلد كان يتركني وحيداً مادام موجوداً ... يلازم سريره بلا حراك ... عيناه تحدقان بسماء الغرفة المطبق عليه كالليل ... ينتظر بلهفة أن يرن هاتفه النقال ليحيا من جديد ، بعيونه حزن يختلف عن حزن الجميع ، يحدق بفراغ يقود الى الفراغ ، تراه يبحث في الأشكال الهندسية التي يرسمها دخان سجائره المجنونه ... أدخل عليه في غرفته التي لا تزيد مساحتها عن الثلاثة أمتار وبضع السنتمترات ، أجده يحاكي صوراً لأبناءه ألصقها على جدار قلبه قبل جدار الغرفه ... عيونه تبكي بغير دموع أظنها جفت من كثرة البكاء ، أحبّ زوجته حباً فجر بداخله جرحاً لا يكاد يلتئم حتى يثلم من جديد .. ولأني لم أستطع أن أغير في مسير حياته اليومية في الغربة شيء ... كتبت اليه . ولا بد أن يسمعني يوماً ما ....
© 2024 - موقع الشعر