قريتي ( بيت إيديس ) - فادي مقدادي

ألا يا أيها الطير سلاماً وأستجديك أرسل لي سلامي
 
فحزني مثل حزنك سرمدياً فأرفق بي وحقق لي مرامي
 
وخفف ما استطعت على جريح رماه الدهر في سم السهام
 
فراق الأهل والأصحاب إرثٌ من الشيطان فاعتبروا كلامي
 
ومابي جنةٌ أو مس عقلٍ ولم أُترع بكاسات المُدام !!
 
ولكني مفارق من هواهم مزيج الدمّ ينخر في عظامي !
 
فلو بالبعد كانت لي جنانٌ عن الأوطان لا فيها مقامي !
 
فلي في بلدتي روضٌ نعيمٌ ( الإيدسية) جنتي وغرامي !
 
أنام بقرب برقش لو للحظٍ لجذع شجيرةٍ أبدي ملامي !
 
وذا الدوريّ يقبل في أناةٍ يداعب مقلتي رقصاً أمامي !
 
فراشاتٍ تشفّ رحيق خدي فأحلم أنني رهن الهيام !!
 
ونسمة ( صير ) تجلب لي عبيراً (لفيجنةٍ ورجلين الحمام) !
 
و( نرجسةٍ ) و( دحنونٍ ) و (شيحٍ) و ( سوسنةٍ ) كليل المستهام
 
وأقطف من شعاع الشمس نوراً لأغزل فيه من حلو الكلام
 
فيا وجدي على أهلٍ بعادٍٍ ويا أسفي على ذاك المنام !
 
كأني عشتُ فردوساً مقيماً ملكت بإثره بدر التمامِ
 
( أحبّ إليّ من قصرٍ منيفٍ ) ومن مالٍ وجاهٍ كاللئامِ
 
ولي ( بخنيفسٍ) و ( الرأس ) ذكرى أراها من هيامي بالغمامِ
 
ولن أنساك ( بركتنا ) لأني دفنت لديك كاتمة الغرامِ !!
 
إليك أيا رسول الشوق عني فقد هيّجت قلبي المستهام !
 
فإن ألفيت ( برقش ) في نهارٍ ولاح بناظريك بنوا عمامي !
 
فقبّل نسمة البر عساها تبلّغ لوعتي بعد السلام ِ
 
وغرّد قرب والدتي تراها تحاكي الطير في ذاك المقام ِ !
 
وتجلس في ظلال البيت إني أرى قلب الوفا مجروح دامي !!
 
فأبلغها بأن بنيك أسدٌ فقد رضعوا الكرامة من كرام ِ !
 
فذا شوقي يطير بلا جناح وذا شعري يحملكم سلامي !
 
 
الشاعر فادي مقدادي
fadimegdadi@yahoo.com
© 2024 - موقع الشعر