بلادي

لـ عبدالحميد كاظم الصائح، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

بلادي - عبدالحميد كاظم الصائح

اليومَ الاخير..الخامسَ من تموزْ
 
العام الحادي والتسعين من القرن ِالعشرين – مساءً –
 
منحنيا ًعلى قامتي ,
 
وباكرا ًكموانيءَ ترحل ْ. وفيضان ٍليلي
 
يحتل ُ النومْ ...
 
أحملُ في خاتمةِ البلاءِ نعيقا ً
 
ومسكنا ًيلاحقنُي أثناءَ الطيران
 
الخامس من تموز , العام الحادي والتسعين
 
من القرن , أعاد الغراب ُقراءتنا
 
وشتتّ الابجدية , ليعرقل َأقدامَنا
 
ويأخذ ُخيولنَا الى الفيضانْ
 
ليس للغبارِ أفق, سوى دم ِالملك
 
متعثرٍ بالقطيع , ومبان ٍلفئران ٍمفهرسة ْ
 
تعودُ في الليلِ من الحلبة ِالى الكتاب ْ
 
ايذانا ًبمقتل ِالبكاء ْ
 
وصعود ِالحطام ِالى القافلة .
 
اليوم الاخير, الخامس من تموز – مساء ً–
 
أغيبُ في دم ِالنخيل ...انقلُ ظلّك
 
الى العشب وأتنزه ُفي آخرِ الدروس ِالمحتلة.
 
لأشل ّالمباني وأدوّي في الفصل
 
مثل َفتُات الغروب ونفي المدن الى البخار
 
أبُعِدُ أحلامَ النوق ِعن دم ِالجزيرة ِالسرّي
 
وأرفع ُاصبعَ النار ِباتجاه ِالضفة ِالتي اقتطفت , والقوارب ِالتي اغرقهَا البريدْ
 
والحفرِ التي تعوي ,
 
وهضاب ِالبخور ِالتي تدفعُ بالانذارِ الىتجدّدِالحماقة ْ.
 
وأقفُ مثلَ حزن ٍمجففْ,
 
أحصي أشباهي
 
وأعَدُّ الحريقَ ولدا ًولدا
 
ًوخارطة ً خارطة ً
 
وأبديه أبديه .
 
لاترك في الاسطورة
 
دم َالذين َكتبوا ,
 
وقلائدَ اللواتي أدخلْن الجبالَ والعشبَ والقططْ وفيضانَ البريدِ الى الفراشْ
 
أعرف ُأن النشيدَ مرّ
 
والغربان َبلدان ٌللعرض
 
والدخان َسلالتي المتوارثة
 
وأشجاري الزاحفة َالى الرئة
 
وبركاني البارد
 
لكن المحظورَ أتى
 
وظليّ كومة ٌمن اللمّعان ,
 
أ فتته فأرى : مطرا ًباليا ًعلى السطوح
 
ومرايا أدخلهُا واقفا خارج َالزمان ِلتتحطم
 
أوازنُ بين الماء ِوقلبي لأحفل بغرقي يوصلني اليكِ
 
أحملُ المدنَ الملونة َ
 
وأمرُّ كالريح ِعلى شفتيكِ
 
حتى أتقطعَ شهيقا ًشهيقا ً
 
أيها الشعاعُ المسفوحُ على مذبح ِالكلامْ
 
وقيامتي الملهبة ُكأصلِ الشمسْ
 
واختصار طرائدي العائدة كالزئبق
 
انا المخدوع ُمن لهيبِ الفجيعةْ
 
أستنشق ُنفسي حتى استدرج الغيبَ الى رئتي
 
تاركا طحينَ الحزنِ يسيلُ على المرايا
 
قبل ان يحدقَ العائدون الى البلادِ
 
ب"لا ملامح "...
 
أحصي عليك ِما نما على الروح من فرو
 
ودموعي التي تصلبت
 
وأغاني الزنوج ِالتي تبخرتْ
 
ورمادَ القرى الذي خبأه المهاجرون تحتَ جفونِهم
 
أحصي عليكِ ندمي ونعوتي المائعة
 
أحصي البلدانَ التي ليست ْأنت ِ,
 
والاطفال َالذين اعتصموا في الارحام,
 
والخلودَ غيرَ المباح ْ
 
والصلواتِ التالفة
 
أحصي عليك سكوتي
 
وحروبَ النمل تشتعل في جثث الشهداء
 
لحظه الاعتذار من الموت عن الخطأ
 
أحصي...حتى اعودَ وهما أتذكر :
 
أن الجبال التي حملهَا القوم أخطات ظهورنا
 
وان النبالَ التي أصابتْ الدليلَ كانت " نحن "
 
وأن أنباءنا محوٌ طويل
 
وتأويلُ الثمارِ حتى تتعفنَ الشجرة
 
وأتذكر : ان لي نعوتا دامية مبذورة في الجزيرة
 
ودما إضافيا خشية التوقف عن الحلم .
 
ألوذ بالذي نفخ الليل
 
وترك جسورنا افتراضا
 
والشتاء غولا , حيث الروح تجري
 
والقلبُ آنية لتعبئة الظلام
 
والمكوثُ في الاعالي هناك
 
اذ تصعد الروح ُالى السديم
 
السماءُ دانيه
 
ورائحة الفناء تدوي
 
والجذبُ مرتبكٌ صاخب ٌبالذي لم يحدث بعد
 
وفهرسة المصائر
 
ألامسُ السماءَ بوجنتي لأ تجّمدَ بعضَ الوقت
 
وأشم َفرحا أو الها معطرا
 
انقل روحَ الموسيقى الى الحكيم
 
واتركُ الابجدية تلطخ الفراغ – وابكي
 
اجلس حزينا عاجزا عن حياكة الدماغ
 
أتذوقُ الأزماتِ بلساني
 
وأدون عرشا اخرَ في كتابي
 
مظلما كالمسافات
 
ساخنا كالدساتير
 
نازفا اتلقى الليل واتهجى ارتفاع شهيقي
 
ماالذي يحدث يا حياتي ؟ اعيد الظل الى البحر
 
وافصّل مدنا على مقاس امرأةٍ تلهثُ كالثأر
 
وتعرض نهاراتها على السكارى ...
 
تلك ناري اذن .
 
اخبئها في بريد ابيض لأكررها باستمرار
 
وذلك القلب, بلاد لم تكن
 
وسلالة منقطعه عن الحريق
 
ولهيب يطارد غابة
 
وذلك الدم : بريدنا الدامع الى مايجري
 
" الحكاية ".
 
أراه ...أراه...سائرا في الرماد الى القصيدة
 
يدمعه اللسان ُمطرا ساخنا على المباني
 
وسكنة السطوح المعرضين للطقس ببراءه
 
وتلك ملامحي تتضح
 
وقوافلي العائدةُ من الخيبة
 
أشير الى مقدمتها كالطعنة
 
وأقضم اصبعي قاصدا كلامي ,
 
أدير عقاربَ القلبِ الى الحلم
 
لينبت ظلام باردٌ على جبيني
 
ظلام مطارد . وخراب ٌضارٍ في النص
 
خراب دمعةٍ على جليد
 
حيث المجرى قطيعٌ واجم يتواطأ مع الخاتمة
 
وذلك ندمي يتفسخ كالدليل
 
فلم تعد بعد الطيورُ التي ارسلها المطر
 
والعزلة ُالتي حملت ْحملا كاذبا
 
وصقورُ القرى التي تنفستْ الرماد ,
 
لم تعد بعد , بلداننا التي اعلنها المختبر
 
وبلاؤنا الذي خسرناه
 
ورؤوسنا التي احتمت بالوثائقِ من الرصاص
 
وارياف الروح اذ تمطر عسلا على المواقد
 
لتخرج النساء تعاويذ بيضاء
 
تتفحص اقدامنا قبل الجرى
 
وذلك لهفي عليك يذوي كالجمر
 
لأضيء في السر وأشجب عجينة َالرماد
 
التي انتهى اليها المطر
 
ها أنا أنز من كل رئه في كتابي
 
آتيك من رحم القلب
 
تقاذفني الكلمات ُغريبا على الورقة
 
مكبّلا بتاريخ لايستقيم اسبوعا
 
ليس لارتباكي مغزى سواك
 
أموه جثه تمشي وأناشيد ممنوعة
 
وأكشف عن مصب الرقيب
 
ومقتل الدليل وعمى القافله
 
وأطبع خارطتي في الليل على الشفوي من الاحداث
 
واتهجى لي اسما في قائمة الفوضى
 
أنا المهجر ...اخفزُّ المنسيين على محاكمتي
 
وأصرخ مثل حريق في متحف :
 
رحماك يابلادي العظيمة
 
يارحم الاقمار ومضخة الشمس
 
كيف لي ان اتسع واشع
 
واحرض القتتلى على ديدان المقابر
 
واطفيء جمرتي الخالدة في اعين الرقباء على الحلم
 
رحماك يابلادي العظيمة
 
اذوي كمدمن القار
 
واغلق مداخلي ساعة القيامة
 
وافرُّ الى سياطِكِ من لعنةِ الموانيء وهرطقة الريح
 
رحماك يابلادي العظيمة
 
ابلع امطارك الملتهبة لآغدو غابه من الغليان
 
ليس لللعناد مدن
 
ومأثرة الندم ان ابيع اللمعان في السر واخبو
 
وذلك ترابي على عتيق الاناشيد
 
اودعت رسائلي تنز زهرعت جزءا جزءا
 
العالم قطتي التي تبكي
 
وقنبله صغيره كالقلب
 
واولئك طرقي ورمادي واشباهي المعاقون عن الحلم
 
يابلادي العظيمه
 
اضعت في فساد الليل
 
كل من هجرهم البرد الاى موقدي
 
يتهجون انيابي وهشيم خسائري
 
ميعادي المكرر , وكتاب وكتاب السكوت
 
الذي نشه المحاربون والكتبه والاطباء على اذني
 
ابعدهم ...واخبيء اللمعان في الخزانه
 
كي استدل على الطريق بدوني
 
متعثراا باللغه والخوف والنهار
 
ليس لي من الحرب سوى اني اعرت الضحيه نزفي , فحج خجولا الى دمي نام
 
جبيني المهزومون والهاربون من منهج الشمس الى الخرافه , لا نفخ على
 
الكلام :- كن...ولا احد سوى عجين يمطر وبطون تهذي وأدمغة أعادها الرصاص الى
 
الاحتمال
 
لااحد
 
سوى عرش مبني على السكون
 
ارنو الى رماده أثناء سحب الدم والهذيان
© 2024 - موقع الشعر