مطر الندم - عبدالحميد كاظم الصائح

إلى شيركوبيكس :
 
غاية في الهرم:
 
_ غبار الجبال التي حملتها الى النوم
 
عيون النساء ,
 
وهي ترى أخطاءنا معلقة على النوافذ
 
الشموع التي نقرأ في ضوئها أسماءنا
 
الأطفال الذين أحبونا وهزئوا من كوابيسنا
 
النساء حين خبّأن الأساطير في الحفر
 
التي أغفلَها الغزاة
 
الأفق
 
حين تفتت الى منافي
 
والمحاربون , بعدما سحبوا دماءهم من المعارك .
 
غاية في الهرم
 
غبار الجبال ذاك
 
وفزع الزهور من الحوافر
 
فليتك غيمة تمطر على بيت ذابل
 
وليتك محرقة تمرّ على الخارطة
 
غير ان الخيول خذلتنا وتابت
 
والأباطيل هذّّبها الكتاب
 
فلسنا بعد ذلك آمنين
 
الأطيار/ والأطيان
 
التعويذة التي طبعت على أفواهنا
 
وتلك العروق التي بقيت تنبض ... الطرق بين المقابر
 
وذلك الدّم : نزيف الرمان على جثث الشهداء
 
وتلك الينابيع : دموع الله تمرّ على المدافن
 
فلسنا بعد ذلك آمنين
 
الفصول/انتظار الحصاد
 
التنفس/ سبات السيوف
 
وحياد المدن .
 
هل احتطبت قوافل البكاء تلك؟
 
هل اشتعلت القرى
 
وأغمضت الحقول حصادها ؟
 
هل جف " سيروان " ساعة الهول والخرس ؟
 
أمازال " كاميران "يلقن الطيور دروسا
 
أخرى في الحب
 
ذلك مطر الندم يسّاقط الى أعلى
 
وتلك مدائن الأكراد
 
رئات تركض
 
ورؤوس تتدحرج
 
وتواريخ تمطر دما
 
أمرّ بها كالببغاء متلعثما أتهجى فمي
 
غريبا كالطرق التي لا تؤدي
 
متلفتا كالحنين
 
فلا جدال معك على الحلم
 
ولا بطلان لك في الغيبوبة .
 
ليتك – اذن-
 
تتفقد حارس الآثار
 
كيف ينام في مقابر مستعملة,
 
وكيف نمت لحيته على أرض هشّة .
 
وليتك تفتّش مع الناجين من الحياة
 
عن دمعة في البحر
 
أو غصّة من نشيد
 
أو ذكرى بلاد تأبى أن تكون
 
لتعلّب الأطفال في وديان الحزن
 
وتترك الأكراد يحترقون
 
كي تستدل بهم القوافل التائهة
 
ويخلد منتصف الليل ... يخلد
 
" حيث يتطابق العقربان تطابق الكردي مع الحزن "
 
-------------------------------
 
· شيركو:الشاعر الكردي
 
· كاميران:الممثل العراقي كاميران رؤوف
© 2024 - موقع الشعر