البيت

لـ عبدالحميد كاظم الصائح، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

البيت - عبدالحميد كاظم الصائح

بيتٌ لكِ
 
بيتٌ لتاريخ ٍ طويلٍ من دمي
 
بيتٌ بلا جدرانْ :
 
توقفُ مايسيلُ وما يفرُّ من الصدورِ الى الصدورْ
 
بيتٌ , كأنَّ شموعَنا تبكي
 
فيختنقُ المغنيّ بالدخانْ
 
بيتٌ بلا لسانْ
 
بيتٌ تشظّى ساكنوهُ إلى الأقاصي والموانئ والكلام ِ
 
الى المراثي والزمانْ
 
فبأيّ آيات ٍ يغربلُك الحنينْ
 
وبأي آياتٍ تقطّعُكَ المسافة ْ
 
ويجفُّ قلبُكَ عندَ بحرِ القحطِ
 
والمدنِ البطيئةِ
 
والخريفِ الحرِّ
 
من هذي المدنْ ؟
 
كيف َارتديت بيوتَها ورمالَها
 
وتركتَ خيلَكَ تهتدي لشعابِها
 
بل كيفَ نمتَ وفجرها ملغىً
 
وفوقَ نهارِها بقعٌ من الليلِ الطويلْ
 
تصحو كأنّ مناخَها الأرقُ
 
وتنامُ مُقلَقَةً كأنّ عيونَها تغلي
 
ولا ... بالليلِ لا تثقُ
 
وتشكُ بالموتى اذا صمتوا
 
وبالعشاقِ انْ ذبلوا
 
وبالشعراءِ ان غنَّوا أو احترقوا
 
تصحو فيُسكرُها حنيني
 
تأسى ... يطارحُها هواي
 
تبكي ... يلمعُّها طوافي
 
تعلو فيحضنُها مداي
 
تظما وتهدأُ ثم تصخبُ حيثُ تعلمُ
 
انّ قافلتي الجنونُ
 
وأنّ وجهتي السديم
 
وأنّ في روحي ملاجىءَ للمعاني وللطيورِ
 
وللبحارِ وللفصول
 
ولكلّ ِآه ٍلمْ تُجِبْها الريحُ
 
للدنيا اذا انخذلتْ
 
وللصلوات ِاذْ تمنع
 
ولي ... للحزن ِ : يختصرُ الطريقَ الى العراقْ
© 2024 - موقع الشعر