خميس أبيض - عبدالحميد كاظم الصائح

يومَ الخميسْ ...
 
أهديكِ غيمةً دافئةْ
 
لتمُطري هناك على بلادي
 
وتلدي دليلي
 
يومَ الخميس ...
 
ملامحي خائبة ْ
 
وآثامي تشيرُ اليّ
 
كلما تركَ الكلامُ أثراً لرئتي
 
فأذيبُ معصمي
 
لأدع َساعتي بديلا لك تنبضُ على فراشي
 
اليومْ .......... الخميس
 
من القرن ِالماضي
 
أو القرن اِلذي يأتي
 
أو أسبوع ٍمنفلتٍ عن الوقت .
 
أحرّضُ دموعي على التخثر
 
ألوّح ُللندم ِبمكانٍ غائبْ
 
وأغدقُ فشلي عليك
 
فاخلعي الخميسَ عن الغيابْ
 
واتركي الأمسَ يمرُّ بلا يوم ٍأو ذاكرةْ .
 
من الخميس.. الى قرونٍ مضتْ
 
حيث وجوهُنا محطمة ٌ كأحجارِ الدمّ
 
وقبائلُنا الساخنة مثل نار بلا سبب .
 
وتفاصيلنا التي دوّنها الضيوفْ .
 
المقابرُ التي اعشَبَتْ
 
والأدمغة ُالتي أذابَها البحرْ
 
فأرسلهَا مع الغيم ِالى السماءْ .
 
من الخميس الى قرونٍ تأتي
 
حيثنا مجاهيل , ورمادٌ , وذاكراتٌ خارج اهتمامِ البريد
 
أيامُنا نعاسْ , وسلالُمنا عاطلةٌ عن النمو
 
تقودنا الأشجار الى المقابر
 
حين نؤسس الطقس كما ينبغي
 
ونقرع على الطبول بأسناننا
 
حينها ينسى ذلك الخميس الأبيض من القرن
 
ويصوّبُ الرعاةُ بنادقَهم الى الوقتْ
 
فتجري المخابيءُ من جلودِنا
 
ويكبرُ الدليلُ الى مامضى ... غير انه أعمى
© 2024 - موقع الشعر