تَحِيَّةٌ إِلى البَصْرةَ - فاضل سفّان

تَحِيَّةٌ إِلى البَصْرةَ
بعضُ الهمومِ من (السيّابِ) أرشفُها
وبعضُها من حِصارِ الشكّ والرِّيَبِ
في شاطئ البَصْرة المضيافِ فاتحتي
أتلو بها الحبَّ ما أسرفتُ في الطرَبِ
حَجّي إليها وللعشاقِ كعبتُهم
وما غَوَيتُ إذا فضَّ الهوى حُجُبي
ما كان يسبقني من شاعرٍ وأنا
أنهلتُ قافيتي من "شاطئ العربِ"
***
ماءُ الفرات تناهى في مسار دمي
و"الديرُ" باصرتي تحيا على هُدُبي
وأنت أمّي وقد شُدَّت أواصرُنا
من قبلِ أن يكتبَ التاريخُ لي نَسَبي
عرفتُ سحرَ هواها في ندى شَفَةٍ
لمياءَ من غير ما خمرٍ ولا حَببِ
وسْنانةُ الطرْف في مغنى متارفها
وشمُ الفرات وبعضٌ من نقاء صبي
تهيبُ بي أن يزور الوحيُ طلعتَها
وأن يزفَّ لها ضوءاً من الشُّهبِ
وما دَرَت غادتي أنّي فُتنتُ بها
وجْداً وأحملُ نجواها على رَغَبِ
يضوعُ من ذِكرِها روضُ الفرات شذاً
وأيُّ نفْحِ الشذا ما أمطرت سُحُبي..؟
***
من قبِلكِ ازدان مغناها بباصرتي
ولم يزل يزحمُ الدنيا على عَتَبي
زها بها الكِبْر لم تخضع لطارقةٍ
ولا تهاوت.. وذلُّ الحبِّ في الطلبِ
ذكرى هي الخلدُ في عيني سأحملها
إن كنتُ في الدِّير أو في بصرةِ العربِ
***
© 2024 - موقع الشعر