وَحْدِي

لـ فاضل سفّان، ، بواسطة فاضل سفّان، في غير مُحدد

وَحْدِي - فاضل سفّان

وَحْدِي
وحدي أُغلغِلُ في مَدارِ الصمتِ
أنشدُ للورى دفئاً وسلوى
وَجِلاً تجرجرُني الخُطا
كيما أفتّشَ عن خوابي السمنِ
أقبسُ مِن مَتَارِفها
رمادَ ذُبالةٍ خجلى
تُعيدُ هدى الطريقِ
وقد رمتْهُ اليومَ آلافُ النبالِ
عزلاءَ.. تستجدي نداهُ حفيّةً
(كالعِيْسِ في البيداء يقتلُها الظما)
لا الماءُ أدركها ولا أرَجُ الشذا
***
وحدي شربْتُ رذاذَ حُزنِ الشمسِ
تمطر غربةُ الأجداثِ
دمعَ الشِيْحِ والقيصومِ
أستهدي الرعاةَ قوافلَ الأظعانِ
(أطوي البِيِدَ طَيّ)
ما زلتُ مُذْ دَهرَينِ
أرجمُ في السُرى شوطَ المواسمِ
أكتمُ الأهواءَ لاهثةَ الصدى
تفترُّ داميةَ السنا
ورؤىً تبيحُ هيامَها
وطناً تظلّلهُ كرومُ (التين والزيتونِ)
والأنخابُ تهجعُ في رياضٍ
عَزَّها لَفْحُ السَمومْ
* * *
أدمنتُ غاراتِ اللصوصِ
على مسارحِ الريحِ
تستعدي على سفني
جنونَ الموجِ
تعبُرني طوابيرُ التتارِ
تراود الشطآنَ في حَنَقٍ
تجورُ على عذارى الزَهْرِ
تجرحُ نأمةَ الأطيارِ
عندَ مَقِيْلِ سادِنها
ولا زالت تقايضُني غدي
قبلَ الأوانْ
* * *
في البالِ أغنيةٌ
تطلُّ كجوقةِ السمَّارِ
ترشقني أسىً (غيبتهُ)
نامتْ نواطيرُ الحِمى عطشى
ومزَّقَها اشتعالُ الريحِ
في أرضِ (السوادِ)
تلملم التاريخَ موّالاً
وتطعمُ صبيةً كالبُهمِ
عقّ بها غيابُ المدِّ
في وطنِ الشتاتْ
* * *
ما مرّ عامٌ لم تُبرعمْ
غيمةُ الأشواقِ واعدةً
ترمّمُ للطيوف أفولَ نجمٍ
حطّ في وطني مع (الطاعونِ)
يخترم الجهاتْ
غُولاً من الحُزنِ المعرّش في دمي
ينهدُّ أنغاماً من الزَفَراتِ
تبتلع المدى
تجتاحُ أوردتي
وتَرْقُمُ في مرابِعِها
رقىً مسجورةً
(عاج الشقيُّ على الونى)
رسماً يسائلُه
بقايا... عزّ طارفُها
ورحتُ أسائلُ النجوى
سقوطَ الكِبْرِ في وَجَعِ الخِطابْ
* * *
وينوس حَرْفي صوبَ أخْيِلَةٍ
تطلُّ من عَبْسٍ إلى ذبيانَ
شاحبةٌ ذُرا لغتي
تجوزُ معالَم التاريخِ أضرحةً
هنا جَدَثٌ (لعَبْقَرَ)
ندوةُ المأمونِ
قافلةُ الحسينِ
أشواقُ (الملوّحِ)
مِحنةُ (الحلاّجِ)
هلْوَسةٌ لوضّاحٍ تُغالبُ دمعتي
لا كان لي قَدَرُ المنى
فالبوحُ هدّ سرابَ غاشيةِ الظلامِ
ولم يعد في الدرب غيري عارياً
سَلَكَ الزحامْ
* * *
© 2024 - موقع الشعر