جَبَلُ مِنْ وَرَق - فاضل سفّان

جَبَلُ مِنْ وَرَق
تمخَّضَ الجَبَلُ المصنوعُ من وَرَقٍ
عن فأرةٍ تَتزيّا سِحنةَ الأسدِ
ما كنتَ تسمعُ غير الهذرِ جعجعةً
تصمّ سمعَيك في لغوٍ بلا نَفَدِ
يصول في جَنَبات الحيِّ سالبُهُ
ويُشعِلُ النَّارَ في الأموالِ والولَدِ
ونحن نرمي به سلماً يقايضُنا
طهرَ الكرامة في أمسٍ وبعد غدِ
(عاج الشقيُّ على رَبعٍ يسائلُهُ)
وعجتُ أسألُ عن جبّانةِ البلدِ
لا شيء ينقذُنا من محنةٍ طرقتْ
إلا المقابرَ تطوينا إلى الأبدِ
لا كنتَ يا وطناً يختال بيرقُهُ
على الربوعِ وقتلاهُ بلا قَوَدِ
المتخمونَ هنا قومي وقادتُهم
كالحُمْق تلهو بهم (نقّاثةُ العُقَدِ)
الناكصونَ إذا صان الورى غدَهم
والمُرجفونَ وما استثنيتُ من أَحَدِ
مِنْ كلِّ فجٍّ أتوا والذلُّ يسبقُهم
صفرَ الوجوه فلا نغترَّ بالعددِ
يحبّرونَ هنا ما قال سيّدُهم
فكيف يخجل مَنْ أقعى على الزَرَدِ؟
***
والله ما صلحتْ يوماً مروءتُهم
وقد أقاموا على التضليلِ والفَنَدِ
تخالُهم مثلَ موجِ البحر في مَدَدٍ
لكنَّ رؤيَتهم تأتيكَ بالرمَدِ
***
يا أمّةً كلّما هِيْضتْ كرامتُها
تقول: كان أبي يوماً على رَشَدِ
ناديتُ.. ناديت أستجدي الظنونَ هدى
لكنني كنتُ كالغاوي أمدُّ يدِي
***
طفلَ الحجارة.. أنت الوعدُ ننشدُه
وجلَّ فرسانِهِم (عِيْرٌ على وَتَدِ)
وكلُّ مأثرةٍ تعدوكَ باطلةٌ
حاشاك في الخلق لم يُولَد ولم يَلِدِ
28/3/2001
© 2024 - موقع الشعر