نِدَاءُ الحياة - فاضل سفّان

11/11/1998
نِدَاءُ الحياة
وقَبْلَ ارتمائي إليكِ
أوزّعُ دمعي صلاةَ التمنّي
على شفَتيْكِ
وما أحرقَتْ في الخِضَمِّ رياحي
سوى لهفةِ في طريقِ الضَلالِ
تداعبُ شوقي
وأكتمُ فيها حماقاتِ عُمْرٍ
تسامرُهُ ألفُ ليلى وهندِ
وداليةٌ من كُرومِ بلادي
وعَنْدَلَةٌ من فضاءِ الرحيلْ
وأُدرِكُ أنَّ الرياحَ تخطّتْ
حدودَ التمني
وأنّي فقدتُ صوابي لَدَيكِ
ويا طلّةً في مرايا شبابي
وسوسنةً عانقتْها رؤايَ
على نسمةٍ مِن غَمامِ المقيلْ
تلمُّ الصدى عن سحيقِ الأماني
وملءَ احتفالي
أرى دمعةَ اليُتْمِ تغتالُ يومي
وها أنتِ في الدربِ مَحْضُ سَرابْ
يعانقُ ما خلّفَتْهُ الرياحُ بصدري
وها أنتِ يا وَمضةَ الفجرِ ذكرى
تواريتِ في رَشْفةٍ من عذابْ
وما كنتُ أستعجلُ العاصفاتِ
إذا ما نشرتُ كتابي إليكِ
أرتِّلُه في متاهاتِ عمري
بصمتٍ طويلْ
وأقبسُ من وَهْدةِ الفِكْرِ زَهْواً
أنادمُهُ في مَخاضِ حضوري
وأسقيه دمعاً على ضِفَّتَيْكِ
من الوَجْدِ حتّى جنونِ المُحال
© 2024 - موقع الشعر