ويبقى الشوق - عبد العزيز سعود البابطين

كما ألِفَ العذابُ صَميمَ قلبي
فقد سَئِمَ الفؤادُ من العَذابِ

كلا الضِّدَّينِ مَرّا في دُروبٍ
من الألم المعتَّقِ والسَّرابِ

فلم ييأسْ فؤادي من وِصالٍ
وقد ملَّ العذابُ من الحِرابِ

وقد ظنَّتْ سِنوني أنّ هَجري
يُنيخُ بشاطئي دُون الإيابِ

ولم تَدرِ السِّنونَ بأنَّ قلبي
تَجلّدَ للعقابِ وللعِتابِ

فعذَّبتِ العذابَ دُروبُ عمري
وقد خرَّ العذابُ صريعَ ما بي

ويبقى الشوقُ ما بَقيتْ حَياتي
ويسمو الحبُّ مرفوعَ الجَنابِ

وتمرَحُ بي صباباتي وأُنسي
وتَفتَرُّ الثغورُ عن العِذابِ

ونهنأُ والليالي زاهياتٌ
(بِوصلٍ) حُلوُهُ أحلى الشَّرابِ

وننبُذُ من سنينِ العمرِ عَصرًا
مَذاقُ البينِ فيهِ جامُ صابِ

وأقسِمُ باللّيالي العَشْرِ عشرًا
وبالفجرِ المقدَّسِ والكِتابِ

سأبقى والهَوى صِنْوَينِ حتى
يَموتَ الحبُّ أو يَدنُو مآبي

© 2024 - موقع الشعر